حلوة يابلدى

إحساس عظيم أن تجد بلدك فى مكانها الصحيح بين الكبار .. العالم كله يتحدث عنها وعن النجاح المبهر  ليس فى افتتاح بطولة الأمم الافريقية فقط والذى حاول البعض اختزال كل النجاح فيه ولكن فى القدرة على الإبداع وتغيير البنية التحتية للاستادات والملاعب والطرق، كل شيء تغير تماما، وهو ما يؤكد أننا نمتلك القدرة على التغيير والتقدم ولكننا أيضا لا نملك القدرة على الاستمرارية إلا تحت ضغط ومراقبة.

نعم .. حلوة يا بلدى .. حلوة يا بلدى عندما يتعاون الجميع الكبير قبل الصغير على إخراج الطاقات الجبارة للمصريين .. حلوة يا بلدى عندما ننجح فى التفكير بعمق ونعرف متى نتناول حدثًا معينًا ومتى نغلق الباب ونؤجل الحساب .

أقول هذا بمناسبة ما حدث حول أزمة عدد من لاعبى المنتخب وخروجهم على النص فى أزمة ما أطلقوا عليه «فتاة الانستجرام»، وهنا أنا لا أقلل من حجم المصيبة أو أطالب بتجاهلها ولكن يجب أن يتم التعامل بهدوء فى هذا التوقيت الحرج الذى يتطلب الحكمة فى العلاج .

وأنا أيضا أرفض نغمة الحرب الخارجية ونظرية المؤامرات ، ولكننى أيضا أعرف كيف يفكر الشباب فى هذه المرحلة العمرية، ولاعبو المنتخب وخاصة المحترفين وما يُحيط بهم من شهرة يجعلهم عرضة للوقوع فى بعض الأخطاء، وقد يستغل بعض ضعاف النفوس الأمر للتشهير وإعداد المشانق ناسين أو متناسين أننا لدينا أولاد فى عمر هؤلاء اللاعبين وقد يرتكبون مثل هذه الأخطاء مع الفارق فى التناول من جانب الإعلام.

المؤسف هى الحرب الحالية بين المدافعين والمهاجمين والذين حولوا الأمر إلى حرب خاصة، وحاول كل طرف تصفية حساباته مع الطرف الآخر على حساب المنتخب ومسيرته، الغريب أن الجانبين تناولا الدفاع والهجوم بأسلوب خاطئ ومستفز، وكأنها معركة ينتظرونها.

أخيرا كل الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسى صاحب قرار استضافة كأس الأمم الافريقية ، والرجال الذين تحملوا المسئولية بكل صلابة وإصرار رغم قصر المدة بين قرار الاستضافة وموعد انطلاق البطولة الوزير الشاب أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة والمهندس هانى ابوريدة رئيس اتحاد الكرة وكلاهما تحمل المسئولية بكل أمانة ولم يلتفتا لمعاول الهدم من أهل المصالح الخاصة وهواة التشهير ، وكانت المحصلة بطولة هى الأفضل حتى الآن فى تاريخ البطولات الأفريقية.