عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

 

 

 

رغم أن التعاون الأمنى يبدو- من حيث الظاهر- أقل أهمية من التعاون الاقتصادى والسياسى بين الدول، ويأتى فى مرحلة لاحقة لهما؟ إلا أن تسلسل الأحداث فى مصر ومنطقة الشرق الأوسط، أكد أن التعاون الأمنى الأكثر أهمية خصوصاً فيما يتعلق باتفاقيات تسليم المجرمين وهو ما ظهر واضحاً فى تسلم مصر اثنين من أخطر ابنائهما الذين تجسسا عليها وتسلمهما من ليبيا، وهما الجاسوسة هبة سليم فى أوائل سبعينيات القرن الماضى، وضابط الصاعقة هشام عشماوى الذى التحق بصفوف الإرهابيين وسخر كل قدراته لتدمير الوطن حتى سقط مؤخرا فى درنة بليبيا واستعادته مصر مؤخراً.

وتكشف قضية سقوط «هبة» و«عشماوى» أن التعاون الأمنى ليس أقل أهمية من التعاون الاقتصادى والسياسى، بل انه يسبقهما أحياناً، وهو ما انتهجته ادارة الرئيس السيسى مؤخرا عبر احياء وتقوية العلاقات المصرية- الإفريقية والمصرية- الأوروبية، خصوصا مع تزايد حوادث وقضايا الإرهاب فى المنطقة والهجرة غير الشرعية من إفريقيا إلى أوروبا.

لقد كانت ليبيا حلقة الوصل فى سقوط «هبة» وعشماوى، ولولا جهودها ما سقطت سيدة الموساد التى قالت عنها رئيسة وزراء اسرائيل السابقة جولدا مائير لقد خدمت خدمات جليلة اسرائيل لم يقدمها كبار الجنرالات، كذا بذلت اسرائيل جهوداً خارقة للإفراج عن الجاسوسة هبة سليم بعد سقوطها فى قبضة المخابرات المصرية وترحيلها إلى مصر فى واحدة من أنجح عمليات المخابرات المصرية بالخارج، ولما استشعر السادات الضغوط الاسرائيلية أمر بتنفيذ حكم الاعدام فيها صبيحة يوم وصول هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى للافراج عنها، ولما وصل كيسنجر لم يكن يعلم بخبر اعدامها فطلب من السادات الافراج عنها فورا ودون قيد أو شرط لاستئناف مباحثات السلام المصرية- الأمريكية- الاسرائيلية إلا أن السادات كان رده مباغتاً «هبة سليم» للأسف أعدمت فجر اليوم.

كذلك ساهم التعاون الأمنى بين مصر وليبيا فى تسليم الجاسوس هشام عشماوى الذى روع مصر طويلا بعملياته الإرهابية الكبيرة مثل اغتيال النائب العام وتفجير مديرية أمن القاهرة وعملية الفرافرة فى الوادى الجديد بالصحراء الغربية التى راح ضحيتها عشرات الجنود والضباط.

لقد تحولت عقيدة عشماوى للأسف من الولاء للجيش المصرى الذى كان يعمل بسلاح الصاعقة فيه إلى الولاء للإرهابيين والقتلة وامرائهم بالخارج فى قطر وغزة وتركيا، وكان لا بد من تسليم رأس الأفعى إلى مصر لمحاكمته عن جريمته، وساهم التنسيق الأمنى بين مصر وليبيا والعلاقات الوطيدة بين السيسى وحفتر فى تسليم هشام عشماوى إلى مصر بعد سقوطه فى درنة غرب ليبيا حتى قام اللواء عباس كامل مدير المخابرات المصرية باستعادته واعادته معه إلى مصر كما عادت من قبل الجاسوسة هبة سليم..

تحية لرجال المخابرات المصرية على جهودها فى تأمين البلاد ومحاصرة الإرهابيين فى عقر دارهم واستعادتهم لمحاكمتهم فى مصر جراء جرائمهم فى حق الشعب والوطن.