عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

ابتسامتها البريئة ولوغارتمات حديثها الشيق بينما تحبو صوب الحياة.. كانت سر حكاية البسمة المرسومة على وجه «أحمد» وزوجته «نبيلة» منذ ميلاد الطفلة «حبيبة»!

«حبيبة».. تعد سنوات عمرها بالكاد على أصابع اليد الواحدة. ولأنها الحياة كما يجب أن تكون، فقد قرّر الزوجان إلحاق الطفلة «حبيبة» بـ «حضانة» قريبة من البيت، وبدأت الرحلة!

رحلة التعليم من وجهة نظر أب وأم، والمستقبل المزدهر المأمول مثلما يتمناه كل منهما!

تتأمل «نبيلة» حركات الطفلة الصغيرة بينما تجلس إلى جوارها.. إنها تخشى عليها قسوة الهواء الطائر.. غايتها لو أن بالإمكان تقديم ما هو أكثر من الغالى والنفيس فى حبها!.

«أحمد» لا يتردد خلال كل جلسة له مع نبيلة من تكرار أمنيته وحلمه المنشود بأن يرى «حبيبة» فى يوم ما «مهندسة».. «طبيبة»!

سعياً نحو الحلم المنشود، تبدأ قصة الطفلة مع «درس خصوصى»!

تخيل!.. درس خصوصى فى عمر 5 سنوات!

ما أن تأتى المعلمة إلى البيت، حتى تهرب «حبيبة» على الفور إلى حيث لا يراها أحد.. بالضبط تفعل مثلما كنا نفعل صغاراً خشية «الحقنة».. فقط حاول أن تتذكر ماذا فعلت عندما كنت فى عمر «حبيبة»؟!

تبكى «حبيبة» أحياناً، فتهوّن نبيلة على نفسها قسوة تلك الدموع التى ترهق قلبها: «كله يهون علشان مستقبلك المزدهر يا حبيبة»!

تتألم «حبيبة» من قسوة الحفظ والتلقين، فيهوّن «أحمد» الأمر على نفسه بثبات وقوة بأس الرجل : «الدواء المُر» أمر لابد منه.

عاماً تلو العام، يتحول المستقبل المزدهر والتعليم الأفضل المرسوم فى خيال «أحمد» و«نبيلة»، إلى حكاية مستمرة من «درس خصوصي» وواجبات منزلية لا تتوقف!، فهل يبدو ذلك كافياً فى رحلة «حبيبة» مع الحياة؟!

يحكى السير أنتونى سيلدون وهو مؤرخ بريطانى معاصر وتربو ييشغل حالياً منصب نائب مدير جامعة باكنغهام البريطانية فى كتابه «الثورة التعليمية الرابعة» بأن نظام التعليم الحالى يقوم على جعل الطلبة متشابهين مع بعضهم البعض، وذلك من خلال تشابه المحتوى المعرفى الذى يتلقاه كل منهم، وتقليص المساحة التى يعبر فيها الطالب عنه نفسه، والتى غالباً ما تكون فى صورة إجابات صحيحة أو خاطئة عن الأسئلة التى يصممها ويتطلع إليها واضعو الامتحانات.

ويشدد سيلدون على أن هناك تركيزاً ضئيلاً على تلبية الاحتياجات الفردية لكل طالب، فالمعلمون فى المدارس والمحاضرون فى الجامعات يخصصون وقتهم من أجل تقديم «تعليم فردى للجميع»، والطلبة فى الفصل الدراسى يقدمون الإجابة الصحيحة أكثر من طرح الإجابات بصرف النظر عن كونها صحيحة أم خاطئة.

ويتوقع سيلدون أن هذا الأمر سوف يتغير مع الثورة التعليمية الرابعة، وإذا كانت الإجابات الصحيحة أو الطريقة الصحيحة التى يتم تعلّمها لاستنباط الإجابات، ستظل حاضرة فى بعض المواد الدراسية كالرياضيات والفيزياء والعلوم الاجتماعية، فإن الإجابات ستكون فردية فى العلوم الإنسانية أو فى بعض تخصصات العلوم الاجتماعية من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، وستكون هناك الفرصة والوقت فى المدارس والجامعات لاستكشاف كيفية الاستجابة الشخصية للمادة الدراسية التى يتلقونها، بل والاستماع إلى أفكارهم بشأنها.

باختصار: لقد ساهم نموذج «المصنع أو خطوط الإنتاج بالتعليم»، فى إرهاق عقول الطلبة باكتساب المعرفة دون فهم أنفسهم، وبينما بدأ العالم فى الابتعاد شيئاً شيئاً عن هذا النموذج فى الوقت الحالي، فإن الحقبة الرابعة للتعليم تركز على ما يملكه كل طفل، والعمل على اكتشاف المعنى الحقيقى فى حياته.

الخلاصة:

لو أن الفرصة متاحة أمامك اليوم لاختيار العنوان المناسب لابنك أو ابنتك فى رحلته مع التعليم، فهل ستختار: 5 شارع الحياة؟!

نبدأ من الأول

[email protected]