رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

 

 

لم يعد الذهاب إلى كوكب المريخ والعيش هناك مجرد حلم خيالى أو فكرة تصلح لفيلم سينمائى مثير، فبحسب صحيفة «ديلى إكسبريس» البريطانية اكتشف علماء وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» وجود فطريات وطحالب على سطح الكوكب الأحمر تؤكد وجود حياة عليه، وتفتح الباب أمام غزو البشر له وإقامة تجمعات سكانية بمواصفات خاصة هناك.

«ناسا» التى تتحفظ دائماً فى بياناتها التى تتعلق بالفضاء، أكدت أن هناك نوعاً من الحياة الغريبة على المريخ، فى حين أكد علماء الأحياء أن التغيرات الموسمية فى غاز الميثان على سطحه تكشف أن لها أصلاً بيولوجياً يرتبط بنمو النباتات، وهو الدليل الوحيد المكتشف حتى الآن على وجود حياة بدائية على هذا الكوكب.

الصور التى التقطتها المركبة الفضائية «كيوريوسيتى روفر» أظهرت أن نوعاً من الفطر ينمو تحت الرمال الحمراء للمريخ، وهو ما يعزز من صحة نظريات العلماء بوجود مياه تجرى فى أنهار كبيرة تمتد لمئات الكيلومترات تحت رمال الكوكب، وليس مجرد كميات قليلة كما كانوا يعتقدون سابقاً، وهو ما أوضحته صور حديثة لسطحه.

شغف البشر بالكائنات الفضائية ووجود حياة متقدمة عنا فى كواكب أخرى له جذور تاريخية موغلة فى القدم، ربما تكون المخطوطات المنسوبة للنبى إدريس هى الأقدم فى هذا السياق التى تتحدث فى بعض سطورها عن كائنات عملاقة تشبه البشر جاؤوا من الفضاء واستوطنوا الأرض وتزوجوا من نسائها، ثم انقرضوا فى ظروف غامضة، أو عادوا من حيث جاءوا.

هناك أيضاً من يتحدث عن حضارات متقدمة أسسها قادمون من الفضاء على الأرض قبل حضارة الفراعنة، لكنها كلها حكايات شعبية دون أى أسانيد علمية، لكن المؤكد أن فكرة زيارة الفضائيين للأرض لم تأتِ للبشر من فراغ، وربما يكون لهذه الحكايات نصيب معتبر من الحقيقة قد يثبته العلماء لاحقاً.

غزو الفضاء- إذا ما قدر لنا الإقامة على المريخ- سيكون فصلاً جديداً من صراع الإنسان مع الطبيعة، وستكون له انعكاساته على كل أنماط حياتنا على الأرض، على طريقة تفكيرنا والفلسفات التى نعتنقها والصراعات السياسية التى نخوضها، هل ستنصلح أساليب وأنماط حياتنا فى المريخ؟ أم هل سننقل إليه نفس المظالم السياسية والاقتصادية التى نعيشها على الأرض إليه؟ وكيف سنصلى أو نحج فى المريخ؟ وهل ستظل الأفكار الاشتراكية أو الرأسمالية موجودة هناك؟ هل سيعانى البشر من نفس الأمراض التى تفتك بهم على الأرض؟ هل سنحمل معنا هناك نفس قيمنا وأنساقنا الاجتماعية والأخلاقية والثقافية؟

كل هذه الأسئلة التى تتعلق بالمستقبل ستكون محاور لنقاش جاد خلال عقود قليلة، فالولايات المتحدة أعلنت عن تنظيم رحلات لرواد فضاء للمريخ بحلول عام 2030، يعكف العلماء حالياً لنقلهم فى 130 يوماً، وليس فى 9 أشهر كما تستغرق رحلات المكوكات الفضائية إليه الآن، وهناك تدريبات يتلقاها متطوعون للتأقلم على الحياة على سطح المريخ.

الأمر المؤكد أن هذه الفطريات والطحالب البدائية على سطح المريخ ستغير شكل الحياة على الأرض رأساً على عقب!