عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

هذه الدنيا

الصدفة وحدها قادتنى فى شارع عماد الدين لكى أطالع هذه التجربة الرائدة التى لم تنل ما تستحقه من الاهتمام الإعلامى.. حيث وجدت على الرصيف الأيمن للشارع مكتبة زجاجية بها مجموعة متنوعة من الكتب.. توقفت أمامها وتخيلت للوهلة الأولى أن هذا نوع جديد من منافذ بيع الكتب بدأت الدولة أو وزارة الثقافة فى إنشائه..

أخذت أطالع الكتب فوجدتها تغطى مجالات شتى فى المعارف والعلوم الإنسانية من أدب وتاريخ وسياسة وفلسفة.. ثم فوجئت بلوحة نحاسية مكتوب عليها عبارة غريبة وجديدة: «مكتبة ضع كتاباً.. وخذ كتاباً» إهداء من الدكتور مهندس نادر رياض.. وإلى جوارها رقم تليفون للاستعلام والشكوى.

أخذت أبحث فى طلب مزيد من المعلومات عن تلك المكتبة، وعرفت أنها مبادرة طرحها الدكتور نادر رياض بهدف تعزيز سلوكيات القراءة والمطالعة ونشر الثقافة بين الناس، حيث إن هذه المكتبة هى واحدة من ثلاث مكتبات مجانية أقامها الدكتور نادر على نفقته الخاصة فى منطقة وسط البلد، وتعد نافذة مُحترمة للتثقيف يُقبل عليها الناس بعد أن نجحت فى كسر أى حواجز اقتصادية يمكن أن تحول بين المواطنين والقراءة بسبب عدم القدرة على شراء الكتب واقتنائها.

المبادرة مر عليها نحو عام تقريبًا وتستهدف إعادة الروح للحياة الثقافية بتحريك الأفكار والثقافات والمعارف الموجودة بالكتب وجعلها متداولة بين الناس، بدلًا من أن تسكن الرفوف ويعلوها الغبار والتراب.

ويرى الدكتور نادر رياض أن المجتمع يمتلك ملايين الكتب التى لا يستفيد منها أحد، وكثير منها يؤول إلى باعة الروبابيكيا وأحيانًا صناديق القمامة وهو ما يعد إهدارًا خطيرًا لثروة فكرية وحضارية كبيرة يمتلكها المجتمع، ومن ثم فإن الهدف من هذه المكتبات العامة هو تحقيق الاستفادة المفقودة مما تحتويه هذه الكتب من كنور الفكر والتراث والأدب والمعرفة بشتى صنوفها.

ومن جانبه يؤكد المدير التنفيذى للمشروع لبيب سمير أن الفكرة بدأت تؤتى ثمارها، بتحقيق مبدأ «الإتاحة» دون حواجز، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الإقبال على الاستفادة مما يتم عرضه من كتب، مع قيام الزوار بتزويدها بما لديهم من كتب، وهو مبدأ مهم أن تسعى للثقافة، وتمنح غيرك الفرصة لكى ينال قدرًا منها، مشيرًا إلى أنه يحرص على متابعة حركة الكتب بها بصفة دورية وتنقيتها من الكتب غير المفيدة، مع الحرص على تنوع موضوعاتها، بهدف تلبية الاحتياجات المتنوعة للناس فى المعرفة.

الشاهد فى كل ما سبق أن مكتبة الدكتور نادر رياض هى مبادرة وطنية رائعة تكشف عن عظمة معدن وجوهر هذا الشعب، وهى فكرة تستحق أن توصف بأنها من الأفكار التى تأتى من خارج الصندوق، وهذا ليس مستغربًا على صاحب الفكرة، فالدكتور نادر رياض هو واحد من رجال الفكر والثقافة فضلًا عن كونه واحدًا من أبرز رواد الصناعة الوطنية، وعضو مجلس إدارة مكتبة مصر العامة وحائز على وسام الاستحقاق الألمانى من الطبقة الأولى..

ويبقى الأمل والرجاء فى أن تتبنى وزارة الثقافة هذه الفكرة الرائدة ليتم تعميمها فى مختلف أرجاء مصر، ولا أتجاوز الحقيقة إن طالبت بأن يُطلق على هذه المبادرة اسم مؤسسها ورائدها الدكتور «نادر رياض».

hotmail. [email protected] Samehmahrous19