رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

وصل الوزير محمد شاكر إلى محطة مصر عقب تكليفه بإدارة شؤون الوزارة، لم يتم اختيار شاكر على أساس إجادته فى قطاع الكهرباء، وإنما هو الوزير المكلف فى الجدول الوزارى إذا حدث أى عذر طارىء أو غاب وزير النقل لأى سبب من الأسباب.. هذه هى الحقيقة.. لكنه ذهب عقب كارثة وليس علاجًا.. راح يفتش عن السبب، ولم يقف عند حد تسيير الأعمال!

تفاءل الناس بتولى الوزير شاكر مهام «الوزارة المشكلة».. أو «الوزارة المعضلة».. وتمنى هؤلاء أن تكون إداراتها بالأهداف مثل مرفق الكهرباء.. وهى كلها أمنيات اللحظة.. وربما هى نفس الأهداف التى كان يدير هشام عرفات الوزير المستقيل وزارته على أساسها، ولكنه لم يمكن.. ممكن أن يدير شاكر طبقًا للأسعار العالمية، لكن عرفات لا يمكن أن يفعل!

هل كان يستطيع عرفات أن يشغل النقل بالأسعار العالمية؟.. هل يمكن أن يعامل هيئات الوزارة كشركات الكهرباء أو البترول؟.. إذن هو لا يستطيع وبالتالى كان فى مهمة انتحارية.. ليست لديه أموال ولا يستطيع أن يرفت أى عامل مثل الذين شاهدتهم فى كابينة القطار.. يرقصون ويدخنون الحشيش، وكأنهم فى ملهى ليلى.. فلا أعرف ماذا فعل لطاقم الكبينة المسطول!

صحيح أن الوزير شاكر لم يكن مجرد وزير فى الجدول.. لكنه راح يفتش عن الجناة والأسباب المزمنة.. وراح يلقن السكة الحديد ألف باء تعليمات السلامة.. ماذا كان يفعل عرفات لسائق مدمن أو ينفذ عملية انتحارية؟.. ماذا كان يفعل وهو يجرى على الطرق والموانى والسكة الحديد، بينما هناك آخر يدخن الحشيش أو يتعاطى أقراص الهلوسة فى الورشة؟!

هذه أول مرة يستقيل فيها وزير، وتلاحقه الصحف بالمديح وليس باللعنات.. السبب أن السائق المستهتر أعطى البراءة للوزير فورًا.. جعل الناس يطالبون الرئيس بالعودة فى القرار.. خسرنا عرفات وستبقى الهيئة «متكحولة».. وزارة النقل ضخمة.. تشمل النقل البحرى والنهرى، والسكة الحديد والمترو.. والطرق والكبارى.. وتحتاج إلى وزير نشيط  لا ينام!

وأكرر أننا كسبنا سياسيًا.. أى أننا أصبحنا نعترف بفكرة المسؤولية السياسية.. منذ زمن طويل لم نكن نؤمن بهذه الأشياء.. الآن غادر الوزير ليس لخطأ ارتكبه، ولكن لأنه مسؤول أمام الشعب عن أى شيء يحدث فى وزارته.. كما يستقيل وزراء الدول الكبرى.. وكما يعتذر وزراء اليابان عن انقطاع الكهرباء فى بلادهم.. ولكن الفرق أن الهيئة عندنا بقيت قنبلة موقوتة!

«الوزير المكلف» فى الغالب لا يقدم ولا يؤخر.. ولا يوقع ورقة، ولكنه موجود بشكل مؤقت.. ولكنه فى حالة الوزير شاكر مطلوب أن يشرف على اللجنة الفنية المختصة بالحادث البشع.. ومطلوب منه أن يترك الكهرباء قليلًا.. حتى يأتى كامل الوزير، أو وزير آخر رشحته الشائعات!