إشراقات
انتشرت هذه الأيام موجة من الإعلانات.. عن توفير فرص للحج بالتقسيط.. وتبارت الشركات المعلنة.. فى منح التسهيلات والمزايا.. فهذه شركة لا تحصل منك أقساطاً إلا بعد عودتك من أداء الفريضة.. وتلك شركة يصاحبك فى رحلتها فضيلة الشيخ فلان الفلاني!!
وبالفعل نجحت هذه الشركات.. فى دغدغة مشاعر كبار السن وأصحاب المعاشات.. ممن يتحرقون شوقاً لأداء الفريضة.. وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم!!
وهؤلاء للأسف الشديد لم يدركوا أن ذلك لا يجوز بالمرة..لأن الإسلام ربط بين القدرة المالية.. وأداء الفريضة.. فمن لا تتوافر لديه القدرة المالية.. وهى هنا نقصد بها تكاليف الحج.. بالإضافة إلى توافر مبلغ يتركه الحاج لأسرته.. يكفيهم طوال فترة غيابه.. فى أداء الفريضة.. وهى هنا قد تزيد على شهر كامل.. فى بعض الأحيان!!
فمن ﻻ تتوافر لديه تلك القدرة - نفقات الحج ونفقات الأسرة - فلا حج له وﻻ جناح عليه أن لم يذهب لأدائها.. لأن أداء الفريضة -كما أسلفنا - لمن استطاع إليه سبيلا!!
إذا ﻻ داعى على الإطلاق.. لأن نحمل كاهل أهالينا.. من الغلابة والبسطاء بالمزيد من الأقساط.. والتى قد تؤدى للزج بهم فى السجون.. إن عجزوا عن سداد الأقساط المستحقة لمبلغ الحج بالتقسيط!!
كما أن ديننا يشدد على ضرورة سداد الدين قبل دفن الميت.. فماذا عن دين الحج إذا ما حل أجلك.. وما زال فى ذمتك دين لشركة الساحة؟!
كما على الأزهر الشريف.. ووزارة الأوقاف.. وكذلك داء الإفتاء المصرية.. أن تعلن رأيها بكل وضوح فى موضوع الحج بالتقسيط..حتى لا يقع البسطاء من أهالينا فى شرك.. هذه الشركات التى تلعب على دغدغة مشاعر هؤلاء المساكين.. واستغلال رغبتهم فى أداء الفريضة المباركة.. وزيارة قبر ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وهى أمنية غاليه عند كل مصرى ومصرية.. سواء أكان غنياً أو فقيراً.
إذاً على هذه المؤسسات الدينية سرعة إعلان حكم الدين فى هذه القضية.. وأقصد بها الحج بالتقسيط.. رحمة بالغلابة والمساكين من أهالينا!!
فهذه ظاهرة جديدة تنفرد بها بلادنا.. عن كل بلاد العالم.. فكل شعوب الأرض تعلم أن أداء فريضة الحج مرتبط بمدى قدرة الفرد على أدائها.. ومن لم يستطع ذلك.. تسقط عنه الفريضة.. مثلها مثل فريضة الزكاة.. والتى يشترط لأدائها أن يكون لديك مقدار من المال.. وأن يحول عليه الحول.. ومن لا يملك المال.. أو إذا لم يمض عليه الحول.. وهو العام هنا.. فلا زكاة عليه.
صحيح نحن لسنا علماء دين.. ولكن هذه معلومات بديهية.. ينبغى أن يلم بها كل مسلم ومسلمة.. ولكن على جهات الاختصاص فى مصر.. سرعة حسم هذه المسألة.