عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إشراقات

لو نظرنا إلى تجارب الدول المحيطة.. والتى حققت نهضة صناعية كبيرة.. سنجد أن التعليم الفنى هو أساس نهضتها.. وهو السلم الذى صعدت به إلى عنان السماء!

فالتعليم النظرى مطلوب أيضاً.. لكن بقدر بسيط وبنسبة قليلة.. لكن الوضع فى بلادنا -للأسف- غير ذلك تماماً.. فالتعليم الفنى فى مؤخرة اهتمامنا.. والتعليم النظرى هو المتسيد.. ويخرج لنا سنويًا الآلاف من الخريجين.. لينضموا إلى طابور البطالة الرهيب!!

ورغم أن الإحصائيات تقول أن 50% من خريجى الكليات النظرية عاطلون.. فإن ذلك لم يمنعنا من إدخال أولادنا للتعليم النظرى.. وكأننا نلقى بهم إلى الجحيم!!

مئات الآلاف سنوياً.. يتخرجون فى كليات الآداب والتجارة والحقوق.. ويظلون فى بيوتهم بلا عمل.. فى حين أن كليات الزراعة.. تكاد تغلق أبوابها.. من قلة عدد الطلاب.. رغم أن مصر كانت بلداً زراعية وكانت فى يوم من الأيام سلة غذاء العالم!!

فى كل بلاد الدنيا.. التعليم يسير وفق احتياجات سوق العمل.. إلا بلادنا للأسف الشديد!!

فالمفروض أن تكون هناك قاعدة بيانات دقيقة.. تحدد احتياجات سوق العمل بكل دقة.. وتقدم بياناتها لوزارتى التعليم والتعليم العالى.. ليحدد العدد المطلوب لكل مهنة.. وعلى ضوء هذا تحدد عدد الطلاب المقبولين فى ذات التخصص.. فهل هذا يحدث فعلاً؟!

بكل آسف لا يحدث ومن هنا يحدث الخلل الرهيب.. سوق العمل يطلب عمالة متخصصة فى مجال معين.. فلا يجدها ويضطر أصحاب الأعمال لجلب العمالة من الخارج.. فى حين تخرج لنا الجامعات والمدارس.. مئات الآلاف من الخريجين.. لا يحتاجهم سوق العمل لينضموا لطابور البطالة سنوياً.. فهل هذا معقول؟!

يا سادة نحن مقبلون على مشاريع استثمارية جديدة.. قى محور قناة السويس وغيره.. ونسعى بكل جهدنا لجذب استثمارات جديدة من الخارج والداخل.. والعمالة الفنية المدربة.. أول عوامل جذب المستثمرين لأى بلد.. فلن يأتى مستثمر لبلادنا.. وهو يرى ندرة العمالة الفنية المدربة.. وأيضًا القيود القانونية المفروضة.. على جلب عمالة أحنبية من الخارج، والتى تحدد عدداً لا يزيد على 10% من العمالة المصرية بكل مصنع.. وبالتالى إذا لم يتوفر لى عدد 90% من العمالة المصرية لمصنعى.. سيتوقف فورًا وتتعطل استثماراتى.. وبالتالى ساحقق الخسائر التى تمنعنى أنا وغيرى من المستثمرين عن ضخ أموال جديدة.. أو الدخول فى السوق المصرى من الأساس!!

يا سادة التعليم الفنى هو أساس نهضتنا.. وﻻ بد من إعادة الاعتبار إليه من الدولة ومن الشعب أيضاً.. فالميكانيكى الناجح خير من الطبيب الفاشل.. وأعلى منه دخلًا فلا تغركم المظاهر الكدابة.. وﻻ بد أن تنتهى الكلمة اللعينة «مصر بلد شهادات»!!

فلا بد أن تكون مصر بلد كفاءات.. وليس بلد شهادات!!