عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

تقع مصر فى أقصى الشمال الشرقى لقارة أفريقيا، ورغم أن رئاستها للاتحاد الأفريقى هذا العام إجراء بروتوكولى وسياسى بحت، يتم تداوله سنويًا بين دول القارة، فإن القرار جاء فى وقته المناسب تماماً، لأن عودة مصر إلى أحضان أفريقيا وعودة أفريقيا إلى أحضان مصر، هو الاتجاه الصحيح الذى لا بد منه طال الزمن أم قصر.

وإذا كانت مصر عربية اللغة، إسلامية الديانة، فإنها أفريقية الجذور والموقع والتاريخ ورغم أن معظم أجزاء مصر تقع فى أفريقيا، ويكفى أن النيل شريان الحياة فى مصر ينبع من البحيرات العظمى والهضبة الإثيوبية فى وسط أفريقيا ويشق طريقه إلى الشمال فى مصر ليسهم فى نهضتها الحضارية والزراعية والصناعية منذ عصر الفراعنة حتى الآن.

وتعتبر سنوات الستينيات المجد الذهبى لمصر فى القارة السمراء، حيث ساهمت القاهرة بالسلاح والمال والسياسة فى معارك التحرر الوطنى لمعظم دول أفريقيا وكثير من قادتها أمثال باتريس لومومبا ونكروما، وكانت شركة النصر للاستيراد والتصدير الواجهة الرسمية للحضور المصرى فى أفريقيا وتنمية دول القارة حضاريًا وزراعيًا وثقافيًا وسياسياً.

كما ساهمت مصر فى إنشاء الاتحاد الأفريقى وتأسيس الاتحاد الأفريقى لكرة القدم وهو ما لا يمكن أن ينكره أحد، كما تبنت دول أفريقيا موقف مصر المعادى لإسرائيل فى الستينيات فقطعت علاقاتها بها، حتى إن إسرائيل وجدت صعوبة بالغة فى تحرير رهائنها الذين اختطفهم الفدائيون الفلسطينيون على إحدى الطائرات والهروب بها إلى أوغندا وهو ما جسده الفيلم الأمريكى الشهير «دلتا» بطولة النجم العالمى تشاك نوريس، كما استفادت مصر بعلاقتها الأفريقية المتميزة فى الستينيات فى تتبع وتدمير الحفار الإسرائيلى خلال رحلته من أوروبا إلى إسرائيل لاستخراج البترول وسرقته من صحراء سيناء بعد حرب يونية 1967.

أما سنوات السبعينيات وما بعدها فقد شهدت تراجع وأفول الدور المصرى فى أفريقيا خصوصًا بعد تصفية شركة النصر للاستيراد والتصدير وقيام إسرائيل بالتسلل تدريجيًا بالمال والخبراء والسلاح فى تنفيذ كافة مشروعاتها خصوصًا الزراعية لوجود المياه والتربة الصالحين لتنفيذ كافة المشاريع الزراعية.

عودة مصر إلى أفريقيا الآن بداية حقيقية لاسترداد أمجاد مصر فى القارة السمراء واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية، خصوصًا مع تغلغل العديد من الدول إلى القارة السمراء لاحتكار مواردها، مثل الصين وإيران وإسرائيل وأمريكا وفرنسا والسعودية والإمارات، ونرجو أن تكون مقدمة لتحقيق التنمية الشاملة فى مصر وأفريقيا معاً، خصوصًا مع الانطلاقة الكبرى التى تشهدها مصر الآن مع مشاريع الطرق والطاقة المتجددة والكهرباء والتكنولوجيا، لذا ندعو رجال الأعمال والمستثمرين إلى الاهتمام بأفريقيا، فهى تبشر بمستقبل واعد لإمكاناتها الهائلة.