رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليس تقليلاً من شأن أحد أن نؤكد أن الوفد ليس كغيره من الأحزاب الموجودة على الساحة السياسية. ويخطئ كثيرون عندما يحصرون عناصر تفرد حزب الوفد فيما يملكه من تاريخ طويل يمتد إلى مائة عام. ذلك أن أهم ما يميز الوفد إنما يرتكز على ما يحمله من طموحات رحبة داخل أوساط النخبة والعامة على السواء، ليس بحكم تاريخه فقط بل برموزه الوطنية المتميزة، وجهد أبنائه المشرف فى النضال الوطنى.

وعليه، فحكومة ظل يشكلها الوفد لهى قادرة على انتزاع مجموعة من الأدوار المهمة فى النظام السياسي، وفى المجتمع ككل. وأوجز ذلك فيما يلى:

- حكومة ظل وفدية لا شك ستحظى باهتمام كبير، سياسياً وإعلامياً، الأمر الذى يجعل منها نموذجاً، قد يُحتذي، وقد يُضرب به المثل على كيفية إضاعة الفرصة!. فلو نجحت حكومة ظل الوفد لكانت إضافة إلى تجارب ناجحة ينبغى الاقتداء بها، ولو فشلت، لا قدر الله، لباتت عنواناً على كيفية إضاعة الفرصة؛ ذلك أن المرحلة الراهنة تمنح الفرصة لكثير من مكونات الحياة السياسية كى تُبدع فى إنتاج جديد يحرك السكون الممل الذى تعانيه حياتنا الحزبية. وسيحسب، بكثير من التقدير، للمبادر بسحب الأحزاب من حافة الهاوية وإدخالها إلى موقعها الطبيعى داخل قناعات الرأى العام، وفى النظام السياسى أيضاً.

- نجاح حكومة ظل الوفد مناسبة نادرة لجمع كل أبناء الوفد على كلمة سواء؛ إذ سيسعى الجميع إلى المساهمة، قدر جهده، فى إنجاح تجربة وطنية افتقدتها الحياة السياسية طويلاً. وبتجميع أبناء الوفد لا شك سيندفع الوفد إلى تشكيل نموذج آخر تحتاجه حياتنا السياسية، بل وثقافتنا المجتمعية عامة؛ ألا وهى القدرة على استيعاب الآخر، لا مجرد قبوله فحسب، ومد جسور التواصل والتعاون والالتفاف حول المسؤولية الوطنية التى طالما كان حزب الوفد ضميرها الحى.

- داخل حزب الوفد أيضاً؛ فإن نجاح حكومة الظل الوفدية، ستفتح المجال واسعاً أمام تدريب كوادر الوفد الصاعدة؛ فيما يمثل عملية التنشئة السياسية، وهى إحدى الوظائف الأساسية للأحزاب السياسية عامة، وإن كانت مُعطلة حالياً لارتباطها بأداء ممنهج ومنتظم لا ينقصه العلم، قدر ما يخلو من تبادل المصالح الشخصية، وتصفية الحسابات، وتسوية مواقف لطالما أزهقت رغبات صادقة فى الانخراط فى الحياة السياسية.    

- لو أن حداثة فكرة «حكومة الظل» فى مرحلتنا الراهنة يمكن أن تؤدى إلى استخفاف الحكومة التنفيذية بما تطرحه من مبادرات وسياسات؛ فإن رعاية حزب الوفد لها، باسمه وتاريخه وجهد أبنائه المخلصين الأكفاء، لجديرة بكل اهتمام، وسيُعد إهمالها نقصاً ملموساً فى جهد الحكومة التنفيذية ستحاسب عليه من القيادة السياسية الحريصة على تحقيق معدلات أداء مرتفعة. أقول ذلك وأنا على ثقة أن حكومة ظل الوفد سيكون لديها فرصة حقيقية لتقديم ما يمكن أن يفيد الوطن ويدفعه إلى تحقيق الطموحات المشروعة التى اعتلى النظام الحالى موقعه بموجب انتمائه لها.

- على مستوى الأحزاب؛ فإن نجاح حكومة ظل الوفد ستدعم فكرة اندماج الأحزاب المتشابهة المبادئ والأفكار، فيما يساهم فى خلق كيانات سياسية قوية، تعبر بأمانة عن الاتجاهات السياسية الأساسية، من يمين ووسط ويسار، بمختلف مستوياتها السياسية. ولا شك أن معاناة حياتنا السياسية شديدة جراء تفتت الجهود الحزبية، وانشغالها بالصراع على استقطاب وخطف كفاءات حزبية من هنا وهناك.

- لا شك أن حكومة ظل وفدية ناجحة من شأنها تنشيط أداء البرلمان ليوازى ما ستطرحه الهيئة البرلمانية الوفدية من مبادرات وسياسات قادمة من حكومة الظل، متى كانت مرتكزة على دراسات جادة وموضوعية، لا غرض دعائى من ورائها، ولا مصلحة حزبية تعلو على مصلحة الوطن.

  هذا مما يمكن أن تقدمه حكومة ظل وفدية «ناجحة»، للوطن أولاً، وللحياة الحزبية، والسياسية عامة، وللوفد خاصة، وهو أمر يظل رهناً بإرادة وفدية مخلصة وجهد ضخم مسئول. وتبقى كلمة لأبناء الوفد كافة، أن اغتنموا فرصتكم فى استعادة أمجاد حزب الوفد. وإذا كانت طبيعة المرحلة الراهنة، وما مر به الوفد من ظروف صعبة، قد أبعدت الوفد عن موقعه الصحيح؛ فإن فى «حكومة الظل» المنتظرة أملاً لا ينبغى أن يضيع تحت وطأة أى خلافات. وبحكومة ظل ناجحة تدعمون الدولة فعلاً لا قولاً. وإلى الأسبوع المقبل بإذن الله.