رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أحوال مصرية

فى إحدى زياراته لموسكو لتحريك صفقة السلاح مع الاتحاد السوفييتى ـ سابقاً ـ اجتمع السادات وكبار رجال الدولة مع أقطاب الاتحاد السوفييتى القوى العظمى الثانية فى ذلك الوقت بعد رحيل عبدالناصر، ولاحظ السادات خلال مباحثاته بأحد الاجتماعات أن الاجتماع توقف مع دخول أحد جنرالات الاتحاد السوفييتى متجهماً, وبيده ورقة صغيرة قدمها الى نيكولاى بودجورنى رئيس الاتحاد السوفييتى والأمين العام للحزب الشيوعى، قرأ بودجورنى الورقة ثم أمسك بالقلم وخط بضع كلمات، ثم  مرر الورقة الى الرجل الثانى فى الاتحاد السوفييتى وقتها ليونيد بريجنيف السكرتير العام للحزب الشيوعى, الذى قام بإجراء بعض الاضافات والحذف فى الورقة ثم مررها بعد ذلك الى باقى جنرالات الاتحاد السوفييتى وبعدها تم استئناف الاجتماع ولاحظ السادات ان الاجتماع توقف لمدة نصف ساعة لحين الانتهاء من صياغة تلك الورقة، وبعد الاجتماع سأل بريجنيف عن سر تلك الورقة التى عطلت الاجتماع مدة نصف ساعة فأخبره أنها تتعلق بنعى أحد الجنرالات لنشره فى جريدة برافدا الروسية وقد تم التصديق عليها من كبار رجال الدولة ضماناً لعدم حدوث أى خطأ فى النعى، ثم سأل السادات بريجنيف للمرة الثانية: هل نشر نص فى الجريدة الرسمية يستغرق كل هذه المدة؟

كانت ملاحظة السادات فى محلها كما كشف فيما بعد فى كتابه «البحث عن الذات» حيث تنبأ فى تلك اللحظة بسقوط الاتحاد السوفييتى طالما يدار بهذا الاسلوب، وهذا ما حدث فعلاً فى العام 1990 أى بعد استشهاده بـ9 سنوات تقريباً.

الخلاصة، إن السادات سبق عصره وزمانه، صحيح أنه لم يكن قديسا ولا نبيا وصحيح أنه ارتكب أخطاء فادحة كارثية مثل تدخله فى سير معارك حرب أكتوبر الا ان ايجابياته فى المجمل تفوق أخطاءه، لذا تعجبت كثيراً من الحملة التى شنها عليه بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعى على الفيس بوك وتويتر فى الاحتفالات  بالذكرى المائة لمولده فى «25 ديسمبر» الماضى 1918 ـ 2018» حيث صوره البعض انه كان خائناً وانه قام بتسليم الأرض للصهاينة وانه أجهض انتصارات أكتوبر وعادى جميع القوى السياسية فى مصر، والحقيقة أن تلك الاتهامات مبالغ فيها كثيرا، وإذا أردنا انصاف السادات حقاً، فيجب أن يتم ذلك من شخصيات تاريخية محايدة لا تنتمى لهذا  الفصيل أو ذاك، وأن يتم تقييم مجمل فترة حكمه وليس بعضها والقياس عليها... يكفى السادات فخراً أنه قضى على زوار الفجر ومراكز القوى ويكفيه فخراً نجاحه فى الخداع الاستراتيجى لاسرائيل وأمريكا لتنفيذ خطة حرب أكتوبر ويكفيه افتتاح قناة السويس فى نفس يوم الهزيمة «5 يونيو» ويكفيه اطلاق حرية انشاء الأحزاب وبدء الانفتاح الاقتصادى واذا كان هناك خطأ فى التطبيق لبعض  أفكار السادات، فالخطأ ليس حتماً مسئولاً عنه رجل الحرب والسلام الذى أعتبره أحد أذكى حكماء مصر على مر العصور.