رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

أكتب هذا المقال فى اليوم الأخير من عام 2018.. وأنا أاشعر بالسعادة والرضا عن عام مضى، وأستشرف عامًا جديدًا بكل الرضا والاطمئنان.. لا أقول كان كذا وكذا.. لابد أن نواجه الصعب لنشعر بحلاوة الإنجاز.. هكذا ينبغى أن نتعلم.. على المستوى الشخصى أشعر بالرضا.. وعلى المستوى العام أشعر أن مصر تغيرت للأفضل.. فلا تنظر لنصف الكوب الفارغ!

مصر أصبحت أكثر أمانًا.. وأصبحت اكثر انضباطًا.. ومن الصعب أن نقيس وطنًا كان فى محنة، وكان على وشك الانهيار، بأوروبا.. صحيح نحن نتمنى له أحسن حال.. لكننا لا ينبغى أن ننسى أننا خرجنا من ثورتين وحافظنا على الوطن.. الباقى تفاصيل.. أهم شيء أن يكون هناك وطن.. ولا ينبغى أن تزعجنا حادثة بسيطة هنا أو هناك، يا ما دقت على الراس طبول!

ودعونى أشد هنا على يد الوزير محمود توفيق، فى كل الإجراءات التى يتخذها، وقيادات الوزارة ضد كل من تسول له نفسه العبث بأمن الوطن.. فقد اجتمع أمس مع مساعديه مباشرة، ومع مديرى الأمن عبر «الفيديو كونفرانس».. وبحث معهم استراتيجية العمل الأمنى فى المرحلة القادمة.. التى ربما لا تتوقف عند راس السنة ولكن تمتد إلى ما بعد 25 يناير أيضًا!

فمن يعرف الوزير محمود توفيق سوف يندهش من حجم الثقة والاطمئنان التى يشعر بها.. إنه يصدر لك مباشرة الإحساس بأن مصر عبرت محنتها واتجهت للإنتاج والتنمية.. ويصدر لك إحساسه بالهدوء الذى ينتقل إليك مباشرة.. فهو لا يتكلم كثيرًا.. ولكنه لا ينام خاصة فى مثل هذه الأيام.. ولا يحب أن تقول إنه يفعل.. إنما يقول إنه يمثل «مؤسسة كبرى»!

وفكرة المؤسسية التى يتحدث عنها وزير الداخلية مسألة جديدة.. فهو ينسب لكل قيادة أمنية ما فعلت.. ولا يحتكر لنفسه أى شيء.. هو قائد يعطى الفرص للآخرين فيكافىء أو يعاقب.. أو ينقلهم فى حركات محدودة.. بحيث لا يشعر «المنقول» أنه مقصود بذاته.. حتى لا يكسر الروح المعنوية لضباطه وقيادات الأمن.. فلم نعد نعرف أين ذهب هذا أو ذاك إلا من الحركة!

إنها الخطة الاستراتيجية التى تعتمد على المفاجأة والمبادأة والتمويه.. وقد ساهم كل ذلك فى استقرار الشارع، وعودة الهدوء إلى ربوع الوطن.. سألته: يا فندم لم نعد نعرف مين هنا ولا مين هناك.. ابتسم الوزير ابتسامة راقية ولم يعلق.. كأنها جزء من خطة أمنية لا ينبغى أن نعرفها، ولا يعرفها رجاله.. فالنقل لم يعد عقوبة، ولكنه للاستفادة بخبرات «المنقول» أولًا!

صمت وزير الداخلية له أهداف استراتيجية.. قد لا نحب صمته، لكنه مفيد للوطن.. فأنت لا تعرف فيمَ يفكر؟.. ولا تعرف متى يتخذ قراره؟.. فالله معكم حتى تمر الأعياد، وصولًا إلى 25 يناير.. وكل عام وأنتم بخير!