رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

معروف عن المصريين الترحيب بضيوفهم كباراً أو صغاراً ومعروف عنهم احترام الضيف، فالكرم صفة من صفات هذا الشعب ومن حق الضيف أن يتمتع بالحماية في كل تحركاته ومن حق الدولة المصرية تأمينه طوال فترة وجوده علي أرضنا وتأمين كافة تحركاته.

لكن تشهد القاهرة الكبري حالة غريبة عندما يمر في وسطها ضيف كبير أو مسئول كبير تتمثل في اغلاق كل الشوارع أمام المصريين وتتحول الزيارة الي كابوس علي المرضي وعلي من خرج لقضاء مصلحة وللطلاب ان كانت لديهم امتحانات وللموظفين، لأن تأخيرهم سيترتب عليه جزاءات لا حصر لها وتتعطل اعمال كثيرة يجب حساب تكلفتها مالياً حتي يعرف المسئولون الأضرار التي تحدث بسبب هذه الحالة.

وهذه الحالة عادت للظهور بعد أن اختفت لفترة عقب ثورة يناير 2011 وفي العام الاخير عادت ظاهرة إغلاق كل الطرق التي سيمر بها الضيف أو المسئول وكذلك الطرق البديلة كنوع من أنواع التأمين وكالعادة لا يتم الإعلان عن خط السير لمزيد من حماية الضيف أو المسئول وهو أمر مفهوم ويوضع في الاعتبار.

وهذه الحالة تنفرد بها الدول التي تعاني من مشاكل أمنية لكن هذه الدول تقوم بتحقيق التوازن بين حق الضيف أو المسئول في الحماية وحق المواطنين في ايجاد طرق سهلة للوصول الي الأماكن التي يريدون الذهاب إليها لقضاء مصالحهم وهو الأمر الذي يجب أن يفكر فيه المسئولون، خاصة ان إغلاق الطرق يتم قبل تحرك المسئول بساعتين علي الأقل وبعد مروره يختفي رجال المرور فتكون حالة الفوضي هي السائدة في الشارع ويبقي الزحام طوال اليوم ولا يجد أحدا يفككه.

ولأن كل الحكومات منذ 50 عاما فشلت في حل مشكلة المرور في القاهرة الكبري ورغم تعدد القوانين والإجراءات إلا أن جوهر المشكلة مازال باقياً وسلوك المواطنين جزء أساسي من الأزمة. 

ورغم ان شوارع القاهرة الكبري اوسع وأكبر من شوارع عواصم عالمية بها عدد سيارات أضعاف ما في مصر وعدد سكانها يقارب عدد سكان القاهرة الكبري إلا أنها وجدت حلولا عندما يزور هذه المدينة ضيف كبير أو يمر مسئول بها لمنع تعطيل مصالح المواطنين.

ومن بين هذه الحلول الإعلان عن الطرق البديلة مع تكثيف الخدمات المرورية عليها ومنع اصطفاف السيارات علي جانبي الطريق أو استخدام المروحيات في عملية تنقل الضيف أو المسئول أو منح سكان المدينة إجازة رسمية حتي لمنع حدوث حالة من الاختناق المروري مثل الذي تشهده القاهرة في كل مرة يزورها ضيف كبير او يمر في وسط شوارعها مسئول كبير.

فقضية التوازن بين حقوق الضيوف والمسئولين في الحماية وحق المواطنين في الوصول الي أماكن مصالحهم وفي حالة مرورية طبيعية هي قضية جوهرية يجب علي المسئولين بحثها بمنتهي الجدية وإيجاد حلول والاستفادة من تجارب الدول الأخرى.

وهذه الحلول قد تكون مؤقتة، لأن أمامنا سنوات قليلة حتي يتم الانتقال الي العاصمة الإدارية الجديدة وبالتالي ستكون هي مقرا لزيارات كبار المسئولين من الدول الشقيقة والصديقة وبالتالي سيتم تخفيف حدة الأزمة عن القاهرة الكبري فأهلاً وسهلاً بضيوف مصر علي ارضها خاصة الأشقاء والأصدقاء.