رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أحوال مصرية:

إبراهيم عبد المعطى، مدير تحرير الوفد، أحد الشخصيات الجادة فى الحياة، عرفته منذ سنوات طويلة حين كان يعمل محررا ثقافيا مع الأستاذ الراحل حازم هاشم، رئيس القسم الثقافى، وازدادت علاقتى به اكثر حين عرفت انه من اسوان تلك المحافظة الجميلة الهادئة المجاورة لمسقط رأسى محافظة قنا بلد العلم والرجال، وقد أسعدنى ابراهيم مؤخرا بحصوله على الدكتوراه من  كلية الآداب - جامعة القاهرة، في موضوع «المصطلحات في كتاب التعريفات للجرجاني: دراسة لغوية». وتكونت لجنة المناقشة من الأساتذة: الدكتورة وفاء كامل أستاذة علم اللغة في آداب القاهرة «مشرفة»، والدكتور محمد حمدي إبراهيم أستاذ اللغة اليونانية وآدابها نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق «رئيسا ومناقشا»، والدكتور محمد سليمان العبد أستاذ علم اللغة في كلية الألسن - جامعة عين شمس «مناقشا». ومنحت اللجنة الباحث درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى.

تتكون الدراسة من مقدمة وتمهيد، وبابين وخاتمة، يليها كشف بالمصطلحات الواردة في كتاب «التعريفات» مرتبة ترتيبا ألفبائيا. ويقدم التمهيد نبذة عن علي بن محمد الجرجاني مؤلف «التعريفات»، وجوستاف فلوجل محقق الكتاب، ويحدد مكانة الكتاب وأهميته في مجال المصطلحات العلمية. ويشير إلى الجهود الأوروبية في قضية المصطلح العلمي منذ بدايات القرن العشرين، واهتمام العرب القدامى والمحدثين بهذه القضية. وينقسم الباب الأول إلى ثلاثة فصول، حيث يدرس الفصل الأول بنية المصطلحات المفردة، ويتعرض الفصل الثاني لبنية المصطلحات المركبة، ويبحث الفصل الثالث قضية الاقتراض المعجمي. ويتألف الباب الثاني من ثلاثة فصول، تختص بالجانب الدلالي للمصطلحات عند «الجرجاني»، حيث يتعرض الفصل الأول لمجالات المصطلحات، مثل: الشريعة وأصول الفقه، وعلم الحديث، والفلسفة، والمنطق، والتصوف، والنحو، والصرف، والبلاغة، والشعر والعروض، وعلم الكلام. ويتناول الفصل الثاني قضية التغير الدلالي، ويتعرض الفصل الثالث لأنواع التعريفات الواردة عند «الجرجاني».

ويؤكد الباحث أن الاهتمام بقضية المصطلح العلمي ليس نوعا من الترف، وإنما هو ضرورة ملحة لنقل مستحدثات الحضارة العالمية إلى اللغة العربية، وبالتالي إثراء المحتوى العربي، سواء في الكتب أو البحوث، أو على شبكة المعلومات العالمية «الإنترنت»، وهو ما يؤدي إلى شيوع المعرفة بين المواطنين في العالم العربي، كما تعد المصطلحات وسيلة لتعريب العلوم، لتكون موادها متاحة باللغة العربية، وهو ما يمكن المواطن صاحب الثقافة العامة من الاطلاع على أنواع شتى من المعارف. ويمكن حل مشكلة الخشية من انقطاع صلة الطلاب والباحثين بالمصطلح الأجنبي، بأن يلتزم المؤلفون بوضع المصطلح الأجنبي إلى جوار المصطلح العربي عند ذكره لأول مرة في الكتب والمراجع العلمية، سواء في العلوم التطبيقية أو العلوم الإنسانية.

وذكر أنه يوجد الكثير في الوطن العربي ممن ينظر إلى أن وضع المصطلح باللغة العربية - ومن ثم تعريب العلوم - نوع من التخلف والعودة إلى الوراء، وتساق الحجج ضد هذا المسعى، ومن أهمها أن تعريب العلوم يقطعنا عن التواصل مع الجديد في العلم على مستوى العالم. والواقع يؤكد أن العكس هو الصحيح؛ فعدم التعريب يجعل التواصل مع الجديد في العلم مقصورا على فئة محدودة، هي فئة الباحثين الذين يواصلون أبحاثهم بالاطلاع على المراجع الأجنبية، وتظل معارفهم حبيسة القاعات العلمية والأوراق البحثية المكتوبة باللغة الأجنبية دون أن يعرفها أمثالهم ممن انقطعت صلتهم بالجامعة عقب التخرج.

ومن أهم توصيات الدراسة ضرورة قيام مجامع اللغة العربية والجهات المعنية بتعريب العلوم في الوطن العربي، على التعريف بما أصدرته من معاجم للمصطلحات، من خلال التواصل مع وسائل الإعلام، ونشر ما أنتجته على شبكة المعلومات العالمية «الإنترنت»، وأن يكون هناك مترجمون معنيون بالترجمة العلمية، لإثراء المحتوى العربي في شتى المجالات، وأن تعمل وزارات التربية والتعليم في الوطن العربي على أن تتضمن المناهج الدراسية المصطلحات التي يحتاج إليها سوق العمل، وأن يضع مؤلفو الكتب العلمية والمترجمون  المصطلح الأجنبي بجوار العربي عند ذكر المصطلح لأول مرة، ليكون القارئ على إدراك لأصل المصطلح، وأن يهتم الإعلاميون وصناع الأعمال الفنية بدقة كتابة المصطلح العلمي، وأن يكون ذلك باللغة العربية، وليس بالأجنبية.