رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

الرئيس «السيسى» لم يكن فى تفكيره أن يغير شكل وخريطة مصر فقط، ولكن كان يريد أن يغير العالم حين أعلن انحيازه للشباب.. فالشباب هم الأغلبية، وهم قادة المستقبل.. وبالتالى فقد انحاز للأغلبية الفاعلة فى المجتمع الدولى.. ولم يكن غريبًا عليه أن يقول: «أعلن كامل انحيازى لشباب مصر والعالم من أجل العبور إلى المستقبل على مبادئ الحضارة الإنسانية»!

وبتحليل بسيط للجملة التى وضعها الرئيس نفسه بين قوسين، يمكن أن تعرف لماذا انحاز للشباب.. فهو يريد العبور للمستقبل.. وفى الوقت نفسه يخاطب شباب العالم باللغة التى يعرفونها، وهى مبادئ الحضارة الإنسانية.. فهؤلاء الشباب يبحثون عن مساحات مشتركة.. وقد أوجدها لهم فى مكان واحد للحوار.. بغض النظر عن اللون والدين والعرق والجنس!

هذا التفكير لا يوجه إلى الشباب المحلى فقط.. ولكنه يوجه أيضًا إلى الشباب العربى والأجنبى، وهو جدير بأن تتوقف أمامه بكل صدق واحترام.. إذن هذا هو الخطاب السياسى الجديد والمتحضر للرئيس المصرى أمام العالم.. نحن عندنا كثير من نقاط التلاقى.. وينبغى أن نكون على أرضية إنسانية.. وربما تتذكرون أن مصر أول دولة التقت فتاة نوبل الإيزيدية نادية!

ونادية مراد هى نفسها من قالت فى كلمتها أمام المنتدى إننا سوف ننتصر على الإرهاب.. وتذكرت كلمة الرئيس لها بأن الخير سوف ينتصر.. وقد حدث أن انتفضت البشرية تحارب «داعش» التى زرعها الاستعمار.. وحدث ذلك من مصر.. التى كانت خط الدفاع الأول ضد «داعش» فسقطت فى كل بلاد العالم.. ومازلنا نقاوم حتى إنهاء هذه الأسطورة للأبد فى بلاد العالم!

ومن الأشياء الرائعة فى تنظيم المؤتمر أن حفيد «مانديلا» كان حاضراً، وكان يعى درس الجد فى الدعوة للسلام والحب والتعايش.. هذه هى الرسالة التى نريد أن نبعث بها من أرض السلام فى شرم الشيخ.. كل هذه الرسائل لم تحدث صدفة.. فقد تم ترتيبها بدقة.. وقال الرئيس ليس عندنا مشكلة مع أصحاب الأديان.. ولو كان عندنا يهود لقمنا ببناء المعابد لهم!

ولم ينسَ الرئيس أنه يخاطب قادة العالم فى المستقبل.. فأوصى بالاهتمام بهم.. وأوصى بأن تفتح لهم جميع المزارات السياحية ليعرفوا مصر.. وهم يشعرون بالأمن والأمان فى ربوعها.. ويتعرفون على دور مصر فى عملية البناء وإقرار السلام فى العالم.. وقال الرئيس نحن نحارب الإرهاب بالفن والثقافة والإبداع قبل السلاح.. وهى رسائل يفهمها العالم بلا شك!

أراد الرئيس أن يؤكد أن مصر ليست مجرد كلمة فقط فى كتاب الحضارة.. فمصر ليست الأهرامات والتاريخ.. إنما هى مصر التى تقدم نفسها للعالم وهى تبنى بيد، وتحارب الإرهاب بيدها الأخرى.. وكل هؤلاء الشباب هم سفراء لمصر فوق العادة، يصنعون صورة مصر الجديدة بلا تزييف!