رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

لم يعمل رجال المخابرات فقط فى قضية مصرع الصحفى السعودى جمال خاشقجى، وإنما اشتغل فى القضية ايضًا خبراء التكنولوجيا، سواء لأن الكاميرات كانت تسجل لحظة الدخول والنقاش الدائر بين خاشقجى والذين استجوبوه وقتلوه، أو لأن جمال كان يلبس ساعة من طراز «أبل ووتش» تسجل وتنقل ملفات عبر تليفون من طراز أيفون كان مع خطيبته خارج القنصلية!

وما علينا الآن من رجال المخابرات أحسنوا أم أساءوا.. اجتهدوا فى جعل مهمتهم سرية، أم اصبحت مكشوفة على العالم كله.. يهمنى هنا ما رواه البعض عن ساعة جمال باعتبارها قد كشفت ما حدث تفصيلًا.. هل كانت كذلك كما نشرت صحيفة صباح التركية، أم أنهم افتعلوا الرواية حتى لا يقال إنهم يتجسسون على القنصلية؟.. هل اشتغلت ساعة آبل، أم تم تعطيلها فعلًا؟!

هذه الرواية كانت محل تدقيق من متخصصين فى البرمجيات والتكنولوجيا.. وضعوا كافة السيناريوهات أمامهم.. تحدثوا عن طرازات أبل ووتش أصلًا.. هل بإمكانها أن تسجل أم لا؟.. هل كانت ساعة جمال مزودة بشىء مختلف؟.. هل أدارها بالفعل؟.. هل نقل حقيقة ما يجرى لخطيبته التى أذاعت كل شيء؟.. هل تم تشغيل خاصية التسجيل وربطها على جهاز الأيفون؟!

فالرواية تقول إن خاشقجى شغل خاصية التسجيل قبل دخول القنصلية.. وبالتالى فإن ملابسات «الاستجواب والتعذيب والقتل» سُجّلت، ثم أُرسلت إلى هاتفه الذكى من طراز أيفون، الذى كان برفقة خطيبته خارج القنصلية، وكذلك إلى خدمة «آى كلاود» السحابية، التابعة لشركة أبل؟.. هل حدث هذا؟.. هل هى رواية خاصة لاستكمال الحبكة الدرامية والبوليسية؟!

ولا تنتظروا منى إجابات فلست متخصصًا فى مجال التكنولوجيا.. ولا تنتظر منى إجابات فلست على علاقة بأى أحد من اطراف القضية.. لا الأتراك ولا خاشقجى ولا جهاز المخابرات السعودى.. كما أننى لم أضطر فى يوم من الايام إلى ارتداء ساعة استخباراتية أو أى قلم يسجل أو أى شيء.. نحن نعيش هنا فى أجواء عادية.. نكتب ما نشاء وننتظر الأجر والثواب من الله!

القصة مثيرة وفيها تفاصيل كثيرة رغم ضيق الوقت، وتصلح فيلمًا بوليسيًا من طراز فريد.. حكاية الساعة سوف تستغرق فى الفيلم مساحة معقولة.. فهى التى ارتكزت عليها تركيا صاحبة الأرض ومسرح العمليات.. وهى التى جعلت السعودية تعترف فى النهاية.. كان الحدث بالصوت والصورة.. فعلوا كل شيء لكنهم لم يعطلوا الكاميرات ولم يعطلوا ساعة أبل ووتش!

لا أحد يعرف حقيقة «من نقل الحدث؟».. هل هى التكنولوجيا، أم مخابرات تركيا؟.. هل كانت الساعة هى التى قامت بفك اللغز؟.. أم أن الأمر كان مرتبًا خصوصًا أن النقل تم لجهات كثيرة فى وقت واحد؟.. الخلاصة أن «خاشقجى» قُتل، واعترفت السعودية بذلك؟.. فمن فك اللغز المحيّر؟!