رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

أحوال مصرية

فى أحد أفلامه المميزة طلب صديق الفنان سليمان نجيب  1000جنيه قرضًا منه، فكر نجيب ضمن أحداث الفيلم أن يستشير الأصدقاء المشتركين بينهما  فى ضمانات القرض، فنصحه الأصدقاء بضرورة  أن يضمن حقه بتحرير ايصال بالمبلغ أو أن يأخذ شيكا منه بقيمته، إلا أنه ساعة تقديم القرض لصديقه لم يأخذ نجيب بتلك النصائح، وضرب بها عرض الحائط وأعطاه المبلغ بحكم الثقة بينهما، وبعد فترة طلب منه رد القرض فقال له : لم آخذ منك شيئا.. هل قدمت لك شيكا أو ايصالا؟ وهنا ضرب نجيب أخماسا فى أسداس ولم يفعل شيئا لانه لا يمتلك أى شىء يؤكد صحة كلامه إن قدم شكوى ضده فى النيابة، وأخذ يردد طوال احداث الفيلم كلما مر بضائقة مالية : بس لو كنت اخذت الوصل منه – الايصال بالمبلغ – حتى صار مهووسا ولم يتجاوز ما حدث له ، نفس هوس سليمان نجيب  بالايصال حدث مع اسرائيل فى حرب اكتوبر 1973 المجيدة  مع الفارق طبعا، وهو ان اسرائيل لم تعرف بموعد الحرب الا من مصدرين مؤكدين، احدهما حاكم عربى أخبرها أن موعد الحرب فى أوائل شهر أكتوبر ولم يحدد اليوم والساعة لأنه لا يعرفهما، والاخر عميل مصرى ساهم فى خطة الخداع الاستراتيجى وأخبر تسفى زامير مدير الموساد وقتها أن موعد الحرب يوم 6 اكتوبر الساعة السادسة مساء.

ويبدو أن موعد الحرب أصاب اسرائيل بالهوس ولم تتخلص منه حتى الان، فرغم مرور سنوات طويلة على الحدث التاريخى الذى قلب الموازين فى الشرق الاوسط والعالم، نشرت صحيفة اسرائيل هيوم تقريرا مؤخرا، زعمت فيه انها عرفت موعد حرب اكتوبر قبل نشوب الحرب بأيام قليلة، وفى تقديرى أن الرواية الاسرائيلية ركيكة أو رواية محرفة إن شئنا الدقة، حيث يمكن أن نصدق النصف الأول من الرواية وهو القبض على الضابطين المصريين فى سيناء ، لان مصر كانت ترسل بعض الجنود والضباط الى سيناء للاستطلاع من حين الى اخر، أما معرفة الضابطين بموعد الحرب فهذا كذب صريح ولا يمكن أن نصدقه أبدا، لان موعد الحرب – من واقع قراءاتى لمعظم ما كتب عن حرب اكتوبر سواء بالعربية او الانجليزية او العبرية – لم يكن يعرفه سوى السادات واحمد اسماعيل وزير الدفاع وسعد الشاذلى رئيس الاركان، والجمسى مدير العمليات وقادة الاسلحة الرئيسية، والرئيس السورى وقتها حافظ الاسد ووزير دفاعه مصطفى طلاس وقادة الاسلحة الرئيسية بالطبع فى الجيش السورى، وفيما عدا ذلك لم يعرف احد موعد الحرب، حتى ان قيادات كبيرة بالجيش المصرى كانت تعتقد أنها ذاهبة الى مناورات وفق التعليمات التى وجهت اليها، ثم فجأة وجدت أنها الحرب..

 ليت إسرائيل تنسى موعد حرب اكتوبر وحرب اكتوبر ذاتها، وتتفرغ لإقرار السلام الحقيقى فى الشرق الأوسط بدلا من السلام بالشروط الأمريكية.