رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

منذ أن تفجرت موجة التحرش الجنسى التى تم التعبير عنها بكل بلاغة فى (الهاشتاج) me too والذى ترجم إلى اللغة العربية «أنا أيضاً» أو «أنا كمان»، كما ترجم إلى كل لغات العالم، لا يمر يوم واحد تقريبًا دون إضافة شخصيات جديدة إلى قائمة الرجال المتحرشين الذين وجهت إليهم اتهامات بالتحرش من سيدات عانين من الآثار النفسية، وأحياناً الجسدية، التى لحقت بهن نتيجة لذلك التحرش. كانت بداية الانفجار مع المنتج السينمائى الشهير هارفى وينشتين، حيث كان ضحاياه من نجمات هوليوود اللاتى طبقت شهرتهن الآفاق من أمثال النجمة جوينيث بالترو. وقد وجهت إليه اتهامات بالتحرش والاعتداء الجنسى من نحو سبعين ممثلة. وعلى الرغم من أنه أنكر كل الاتهامات الموجهة إليه زاعماً أن كل علاقاته الجنسية كانت تتم بالتراضى مع الجنس الآخر، فإنه تمت إقالته من الشركة التى كان يرأسها، كما تمت إقالته من أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة التى تقدم جوائز الأوسكار الشهيرة. والأهم من ذلك أن هذه الاتهامات حركت النساء ليس فقط فى هوليوود والولايات المتحدة، بل فى جميع أنحاء العالم فيما يرقى إلى درجة الثورة لرفض أعمال التحرش التى يمارسها الرجال ضد النساء فى كافة صورها وأشكالها.

نتج عن ذلك اتهام شخصيات من كل صنف ولون بارتكاب درجة أو أخرى من التحرش. طالت أصابع الاتهام من بين من طالت الرئيس الأمريكى الأسبق جورج بوش الأب، الذى عبر من خلال المتحدث الرسمى باسمه عن بالغ أسفه لأى مضايقة يكون قد سببها لأى امرأة بدون قصد منه. وقد انتهت قصة اتهام الرئيس الأسبق ومرت برداً وسلاماً، ولكن الأمر لم يكن كذلك مع اثنين من أكثر الرجال نفوذاً فى المجال الإعلامى. فقد أطاحت اتهامات التحرش برئيس شبكة CBS التلفزيونية والذى كان يعزى إليه الفضل فى نقل الشبكة من المرتبة الأخيرة بين شبكات التلفزيون الأمريكية إلى المرتبة الأولى. كما أدت إلى فقد مدير الإنتاج التنفيذى لأهم برنامج فى شبكة CBS وهو برنامج (ستون دقيقة) منصبه. وطاردت اتهامات التحرش العديد من نجوم السينما المحبوبين، مثل النجم مورجان فريمان والنجم الكوميدى بيل كوسبى. وتمتد قوائم نجوم التحرش لتشمل من نجوم السينما والتلفزيون: «بل اوريلى وتشارلى روز وبن أفليك وسلفستر ستالون»، كما شملت أعضاء فى الكونجرس بمجلسيه وصحفيين ونجوماً رياضيين. وامتد التحرش وقضاياه ليشمل شخصيات عالمية، مثل دومنيك ستراوس الرئيس السابق لصندوق النقد الدولى وطارق رمضان حفيد حسن البنّا، مؤسس جماعة الإخوان والمطرب العربى سعد لمجرد. متحرشون على كل لون وشاكلة، إلا أن القائمة كانت تخلو حتى وقت قريب من أصحاب المقام العالى ونعنى بهم السادة القضاة. ولكن حدث فى مفاجأة من العيار الثقيل إن وجهت أستاذة جامعية أمريكية اتهامات بالتحرش ومحاولة الاغتصاب إلى بريت كافانو مرشح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا. وقالت المرأة وتدعى كريستين فورد إن الحادث يعود إلى عام ١٩٨٢ أى قبل ستة وثلاثين عاماً حينما كانت تبلغ من العمر ١٥ عاماً وكان كافانو يبلغ ١٧ عاماً. وقد أدت هذه الادعاءات إلى تعثر إجراءات مجلس الشيوخ للموافقة على هذا الترشيح. والمعروف أن المحكمة العليا هى أعلى سلطة قضائية فى البلاد ويطلق على أعضائها لقب justice أى صاحب العدالة، احتراماً وتوقيراً لهم. ويستمر صاحب العدالة فى منصبه مدى الحياة أو إلى حين يختار هو طواعية التقاعد. وبالطبع كان هذا الاتهام ضربة موجعة إلى الرجل الذى قد يفقد بسببها هذا المنصب الرفيع.