رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

علي فين؟

عقد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، أول اجتماع له بمجلس المحافظين بعد التشكيل الجديد.. وكان واضحاً من طريقته، أنه يعرف أنهم بلا خبرة سابقة.. وكأنه يملى عليهم بعض التكليفات الرئاسية، وبدا أنه يتكلم فى «الثوابت»، مثل هدم المخالفات فوراً، وتقنين أوضاع أراضى الدولة، ومنع البناء العشوائى، والمفترض أنها أمور «معلومة بالضرورة»!

وكان كلما تحدث عن مسألة يقول «هذه مسئوليتكم».. وكأنه يتلو من «كتاب» تم إعداده.. كيف تصبح محافظاً بدون معلم؟.. ولو أن هؤلاء المحافظين كانت لديهم خبرة، ما كانت النغمة بهذا الشكل.. لدرجة أنه قال لا تغلقوا أبواب مكاتبكم.. وقال: ومن يغلقها لن يُكتب له النجاح.. وتحول مجلس المحافظين إلى محاضرة، وتحول رئيس الوزراء إلى أستاذ جامعى!

وذات يوم كان يجلس على مائدة مجلس المحافظين عتاولة من نوعية عدلى حسين وعبدالسلام المحجوب وعادل لبيب وغيرهم.. وكان الوزراء من نوعية كمال الجنزورى وكمال الشاذلى ومفيد شهاب وفتحى سرور وغيرهم.. كل هؤلاء أصبحوا بعد ذلك لهم شأن كبير.. وكان مجلس المحافظين لا يقل عن مجلس الوزراء إن لم يكن الأخطر، ولذلك أوليته عناية كبرى!

وأتوقف الآن أمام حكاية «باب المحافظ» يُغلقه أم يفتحه؟.. الأصل أنه لا يجلس فيه أصلاً وينزل إلى الشارع يبحث عن الناس ولا يبحثون عنه، ويذهب إلى الناس ولا يذهبون إليه.. فالمحافظ مفترض فيه أنه رجل شارع.. نشاطه واهتمامه بالشارع.. ينفذ سياسات معروفة ومهروسة أصلاً.. وحبذا لو عقد اجتماعاته فى الأحياء والقرى وليس مكتب المحافظ ذاته!

وفى يوم من الأيام، استجاب أحد المحافظين لمطلب الجماهير، وأنشأ له مكتباً فى الشمال وآخر فى الجنوب، ليلتقى بالناس.. وظل المكتب مهجوراً لا يزوره ولا يذهب إليه، حتى أصبح مكتباً لرئيس الحى.. لا نريد أن تكون المبادرات فرقعة وتنتهى بانتهاء الزيطة.. نريد محافظين حقيقيين، لأن منصب المحافظ أصبح منذ سنوات، أشبه بمكافأة نهاية الخدمة للأسف!

وكنت أتصور أن كل محافظ ذهب إلى محافظة كان يعرفها، وكان يذاكر قضاياها ومشكلاتها، وأنه ذهب إليها وهو يختارها للعمل، وليس لأنه قد تم توزيعه عليها.. فقد حدث ذات يوم أن محافظاً من جهة سيادية ذهب إلى كفر الشيخ.. ولم يكن يرغب فيها.. وظل يسخر من اسمها، وكان يريد أن يغير اسمها حتى تصبح مناسبة لفخامته، وخرج منها فلم يقدم لها أى شيء!

أعرف أن رئيس الوزراء مهذب للغاية.. وبالتالى ينبغى ألا يتعامل المحافظون مع التكليفات باعتبارها نصائح ولكن أوامر.. وأرجو أن يعرفوا أن بقاءهم فى المنصب رهن بخدمة الناس.. وأقول لأى محافظ إذا أردت أن «تغلق بابك» دون الناس، فاستعد لكى تأخذ الباب معك وترحل!