رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أكرر ندائى مرة أخرى لأولى الأمر، عسى من مُجيب، أنقذوا السنة النبوية وأحاديث رسول الله فهى فى خطر.  انتشر فى الآونة الأخيرة على صفحات الفيس بوك عدد مهول من الأحاديث والتى تُنسب كذباً وبهتاناً لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو منها براء، أحاديث تنشرها صفحات كثيرة إذا تتبعتها لا تصل لشىء. أحاديث أقل ما توصف به أنها تشويه للسنة النبوية الشريفة باعتبارها ثانى مصدر من مصادر التشريع للشريعة الإسلامية، كحديث عن دعاء إن قرأته مرة فى العمر فكأنك حججت وختمت القرآن واعتقت وتصدقت 360 مرة وبمجرد قولك للدعاء، رُفع عنك الفقر، وأمنت من سؤال منكر ونكير، وحُفظت من موت الفجأة، وحُرّمت عليك النار، ومُنِعت من ضغطة القبر، ومن غضب السلطان الجائر الظالم.

هل هذا الكلام يصدقه عقل؟ هذا أشبه بالأوهام! مثل هذا النوع من الأحاديث يُضلل العامة ويصرفهم عن مضمون شريعتهم الإسلامية وما تحمله من عبادات ومعاملات، أتى بها وأمر بها أمته رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهناك الكثير من هذا النوع من الأحاديث. هذا بجانب أحاديث أخرى تحمل أدعية كثيرة ولكى ينشرها من جمعها لأكبر عدد من الناس يُذيلها بجملة (قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن من أبلغها للناس أو لسبعة من الناس فرّج الله همه أو استجاب له دعوته) وآخر يجمع علامات الساعة ويكتب فى نهايتها قال الرسول إن من أبلغها للناس فله مكان فى الجنة!

والله إنه لعجب العجاب أن ينشروا ما يريدون على نطاق أوسع يضعون بكل بساطة واستخفاف جملة قال الرسول، وكل ذلك على شبكات التواصل الاجتماعى ذات الجماهيرية العريضة والانتشار الواسع، هذا بالإضافة إلى عدد كبير من الحكم والمواعظ والأقوال المأثورة والتى تُنشر على شبكات التواصل على أنها أحاديث للرسول صلى الله عليه وسلم وغيرها الكثير والكثير.

لا أعلم من وراء ذلك، ولكن من السهل معرفتهم والوصول إليهم إذا تم التتبع المنهجى السليم لهم، وفى ذلك أساليب عدة لا تخفى على الجميع.

وفى النهاية أتساءل: أين رجال هذا الدين؟ إن لهذا الدين رجالاً يحمونه أليس كذلك؟ أين المؤسسات الدينية الإسلامية؟

لماذا لا يتم حصر هذه الأحاديث المشكوك فيها وتتبع مصدرها بدقة لمعرفة من ينخر فى صُلب السنة النبوية؟ لماذا لا يتم إنشاء لجان إلكترونية تابعة للمؤسسات الدينية تكون مهمتها متابعة تلك الأحاديث المنتشرة على صفحات التواصل الاجتماعى والعمل على تصحيحها بعد بيان ما تحمله من كذب وتضليل؟ وليس ذلك فقط بل العمل على منع تلك الأحاديث من الوصول للناس من الأساس ومحاربة وصولها بكل الطرق، لماذا أيضاً لا تقوم المؤسسات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف بتوضيح الطرق السليمة والدقيقة للعامة لمعرفة ما إن كان الحديث صحيح أم لا؟

لماذا لا تستعين المؤسسات الدينية بشرطة الانترنت لإغلاق الصفحات التى تنشر تلك الأحاديث المكذوبة على رسول الله؟ نريد حملة تطهير واسعة وسريعة، أكرر، سريعة من جميع المؤسسات الدينية يكون هدفها هو نسف الأحاديث المشكوك فى نسبتها للرسول ومنع وصولها للعامة وليس فقط القيام بإنكارها وبيان كذبها على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن الخطورة ليست فقط فى ظهور هذه الأحاديث العجيبة مجهولة النسب ومكذوبة على رسول الله على صفحات الفيس بوك، ولكن الأخطر أن العامة يقومون بإعادة نشرها مرات ومرات دون النظر إلى متنٍ أو سندٍ أو حتى مخاطبة موضوع الحديث للعقل أو المنطق السليم، لذلك أدق ناقوس الخطر، فمحاربة هذه الظاهرة بات أمراً ضرورياً ولن يستقيم الأمر ولن تُحل القضية إلا بمحاربة المضللين الغاوين، أما مؤسساتنا الدينية فاستفيقوا يرحمكم الله قبل فوات الأوان.

[email protected]