رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

إن أول مبدأ دستورى فى العالم أجمعين جذوره مصر الفرعونية.

الرئيس الجديد ذهب للصلاة بالجامع الأزهر يؤدى صلاة الجمعة فما كان من خطيب المسجد إلا أن أشار إلى دخول الخيل الفرنسية إبان الحملة الفرنسية على مصر إلى صحن المسجد، فما كان من الرئيس الجديد إلا أن ذرفت دموعه وبعدها تطرق الخطيب للحديث عن عدل عمر بن الخطاب ذلك العدل الذى خلد مع الزمن ورسول كسرى أنو شروان يراه نائما والعرق يتصبب من جبينه فقال قولته الأثيرة:

«حكمت فعدلت فآمنت فنمت يا عمر».. ومن هنا نعود إلى ما سبق وأشرنا إليه فى مقال سابق لنا تحت عنوان: العدل أساس الملك وجذوره المصرية ونعود إليه اليوم توكيداً للحضارة المصرية العملاقة حقاً وصدقاً أعظم ما فى الحكم هو العدل.

وإليكم الدليل ومستندات ووثائق التاريخ: كانت المجتمعات البشرية القديمة تعيش فى ظل تعدد الآلهة، إلا أن مصر الفرعونية الأولى فى العالمين التى اتخذت من العدالة إلهاً فكانت الإلهة «معات» إلهة الحق والعدالة والفضيلة.

وعلى ذات الدرب مشى ملوك وحكام مصر الفرعونية واتخذوا من ذلك المبدأ المقدس أساساً وعنواناً لحكمهم. وتحت عنوان كان قبلتنا صوب إعلاء شأن القانون فى مصر الفرعونية حيث الحضارة تتكلم أن «إن القانون هو فن الخير والعدل». ونيمم وجهنا صوب قاعدة أو مبدأ العدل أساس الملك عند المصريين القدماء منذ فجر التاريخ.

اتصف القانون المصرى الفرعوني بالعدالة، لأن الفرعون كان إلهاً «أنا ربكم الأعلى» والإله من خصائصه العدل. ولما كان القانون يستمد وجوده من الفرعون باعتباره صاحب السلطة التشريعية الأول. إذن ما علينا إلا أن نشير فى عجالة إلى أبعاد هذه الصفة المقدسة للقانون: وإذ يتم اختيار الملك الصالح – هكذا تقول النصوص – ينبع الخصب فى الحقول وتأتى الانتصارات فى الحروب وعلى الشعب أن يعيش فى خير وهناء مقيم.

إن الفرعون إله حى، إنه لا يموت، إنه يحيا بأعماله.

الفرعون يفعل ما يحب أما ما لا يحبه لا يفعله .

<>

وهذه رسالة من أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة إلى أحد وزرائه بمناسبة تعيينه:

«والذى يجب عليك عمله فى كل الأحوال أن تحافظ على القانون وعندما يأتى صاحب شكوى فاحرص على أن يتم كل شىء طبقاً لما يقضى به القانون ما يقضى به نظامه حتى يصل كل شخص إلى حقه..».

أول تقنين لمبدأ سيادة القانون.

ومشى قضاة مصر على درب العدالة وطريقه المستقيم كان كل منهم يضع تمثال الإلهة معات حول عنقه فى مجلس القضاء لتذكره بتحقيق العدالة.

وامتد العدل من الحاكم إلى قضائه:

يقول القاضى رمنوكا فى عهد الملك منكاورع فى نقوش وجدت على قبره تذكاراً لما كان يحكم به:

إن الذى يحب الملك والإله أنوبيس على قمة جبله لا يأتى بأذى لمحتويات هذا القبر من القوم الذين سيصعدون إلى الغرب «الدار الآخرة». أما من جهة هذا القبر الأبدى فإنى قد أقمته لأنى كنت مقرباً لدى الملك والناس ولم يحدث قط إنى اغتصبت أى شىء من أى إنسان لهذا القبر لأنى أذكر يوم الحساب فى الغرب «الدار الآخرة».

وهو القائل عبارة خلدت مع الزمن «لأن العدل ينزل مع صاحبه القبر».

إذن كانت العدالة مبدأ وعقيدة وأسلوب حكم وحياة. يقول الإله رع لكل الملوك:

«قل العدالة، اصنع العدالة، لأن العدالة قادرة، إنها عظيمة إنها سرمدية».

جاء بتعاليم الملك خيتى الرابع (رابع ملوك الأسرة العاشرة» الموجهة إلى ابنه الأمير مريكاورع ولى العهد قال له وهو يعظه:

يا بنى تحلَّ بالفضائل حتى يثبت عرشك على الأرض

هدئ من روع الباكى

لا تظلم الأرملة

لا تجرد أحداً مما يملك

لا تطرد موظفاً من عمله

لا تكن فظاً بل كن رحيم القلب

لا ترفع ابن الشخص العظيم على ابن الشخص المتواضع، بل قرب إليك الإنسان حسب كفاءته.

ونواصل مسيرة العدالة فى بلد الحضارة مصر أم الدنيا علما وحياة وخلوداً.