رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

كانت أُمسية رائعة تلك التى دعتنى إلى حضورها الابنة الغالية أميرة سالم رئيسة قناة النيل للأخبار، للاحتفال بالعيد العشرين لإنشاء القناة. وعلى الرغم من أن رقم العشرين عاماً يبعث على الرهبة والاحترام، فإن استدعاء ذكرياته مقرون بأشخاص وأحداث يجعلنا نؤمن بالعبارة العبقرية للأديب الكبير يوسف السباعى بأن «العمر لحظة».

فى طريقى إلى مكان الاحتفال دار فى رأسى شريط الذكريات الذى أخذنى إلى ما قبل إنشاء قناة الأخبار حيث سبقها إلى الوجود تكليف السيد وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف لى بإنشاء قناة المعلومات المرئية فى عام ١٩٩١، وبعدها إنشاء قناة النيل الدولية باللغتين الإنجليزية والفرنسية فى عام ١٩٩٣.

وفى عام ١٩٩٦ تم إنشاء قناة النيل للدراما، برئاسة الدكتورة عفاف طبالة، باكورة القنوات المتخصصة. ولكل من هذه القنوات ذكريات وحكايات ولكن الحكاية الكبرى هى إنشاء قناة الأخبار فهى ليست كسائر القنوات التى يمكن ملء فراغها بمواد مسجلة ولكنها تحتاج إلى مدد دائم فى كل يوم وعلى مدى ساعات اليوم الأربع والعشرين. وفى ضوء ذلك فإنها تحتاج إلى كوادر مدربة وقادرة على التعامل مع المادة الإخبارية بكل ما يحيط بها من حساسيات وما يمكن أن تجلبه من مشاكل. وفى ضوء ذلك كان القرار الجرىء بالاعتماد على الكوادر الشابة وتوفير أفضل تدريب لها حتى تؤدى دورها بصورة مشرفة. وقد توفرت فى البداية بعض الكوادر التى تدربت فى قناتى المعلومات والنيل الدولية وخاصة من بين صفوف المحررين الذين تولوا أيضاً تدريب الكوادر الجديدة الذين تم اختيارهم بعد اختبارات مضنية. وكان من حسن حظ المجموعات الأولى من العاملين فى القناة أنهم تلقوا تدريبهم على أيدى نخبة من رواد الإعلام أذكر منهم الأساتذة سعد لبيب وصلاح زكى وطاهر أبوزيد وآمال فهمى. كما ساهم فى التدريب أيضاً من الأجيال الأحدث الزملاء الأفاضل عبدالوهاب قتاية وأحمد رضوان وسامح رجائى وآخرون. كما حظيت القناة بدعم رئيسى الاتحاد الأستاذ أمين بسيونى والمهندس عبدالرحمن حافظ.

منذ انطلاقها اتخذت القناة لنفسها شعاراً جذاباً هو «شابة.. عصرية.. جريئة»، ولكى تصل إلى المستوى الذى يتوافق مع طموح هذا الشعار كان لابد من أن تقدم أشياء مغايرة فى الشكل والمحتوى عما اعتاد المشاهدون الحصول عليه من مؤسسة ماسبيرو. فكان قرار ترتيب النشرات الإخبارية وفق الترتيب العالمى اعتمادا على الأهمية الخبرية وليس اعتماداً على الأهمية البروتوكولية. والاهتمام بالصورة بوصفها المكون الأساسى للأخبار التليفزيونية والحرص على تزامن المادة المكتوبة مع الصور. باختصار كان الاهتمام بالقواعد المهنية أمراً أساسياً فى تجربة النيل للأخبار التى قادتها باقتدار السيدة سميحة دحروج أول رئيس للقناة.

كانت صناعة المادة الخبرية مثار اهتمام شديد من جانب القناة الوليدة، فكان الاهتمام بتكوين شبكة مندوبين داخل البلاد ومراسلين فى الأماكن ذات الأهمية الكبيرة للمشاهدين فى مصر والمنطقة العربية. وتقاس قوة القنوات الإخبارية بقدرتها على نشر مراسلين فى أكبر عدد من العواصم الهامة، وأيضاً فى قدرتها على تحريك مراسليها إلى أماكن الأحداث الطارئة. وبمهنية عالية واءمت قناة النيل للأخبار بين متطلبات المهنة، وقدراتها المالية المحدودة، وأصبحت منافساً لقنوات تنفق بلا حساب. واليوم، فى عيدها العشرين، وقد انتشرت الكوادر التى دربتها القناة فى كل الفضائيات نوجه لها التحية، ونرجو أن تحظى برعاية الدولة فى الفترة القادمة، فهى أولى بالرعاية.