عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا يشغل البعض أنفسهم بتقييم دين البعض، وتوصيف سلوكيات العباد الخاصة بالاعتقاد الدينى، والحكم وبمنتهى الجرأة على علاقة فى رأيى أنها من أكثر العلاقات خصوصية، وهى علاقة الإنسان بربه.

لا أفهم ما الفائدة من ذلك؟ ومن منّا ضمن أن أعماله أو عباداته كاملة ومستوفاة، وأنه يقينًا فى الجنة؟ وألاّ تخجل وأنت مُذنب ومُحاط بجميل ستر الله، أن تحكم على أحد أو أن تفضح ذنب أحد؟  

وإنى أتساءل: من مِنّا نحن كبشر، قد أوتى السلطة المطلقة فى الحكم ببساطة وبمنتهى السذاجة على أعمال العباد الخاصة بالعقيدة؟ ما حجم معرفتك عن تفاصيل كل شخص لتحكم عليه هكذا بلا تروٍ أو تدبر؟ هل وصلت بعلمك المحدود لمعرفة كافة جوانب وزوايا الحقيقة لكى تحكم عليه؟

وحتى وإن رأيت بعينك، شخصًا يرتكب ذنبًا، ثم حَكَمتَ عليه بحُكم ناتج عن مُشاهدتك له، ثم حدث أنه استغفر عن ذنبه وخرّ راكعًا وتاب وأناب، وقبل الله توبته وغفر له ذنبه، وأنت لا تعلم وما زلت تحكى عن تفاصيل ذنبه بل وتشوهه.

من المعروف أن للإيمان ثلاثة جوانب، أولها القلب وهو ما يعرف بالنية، وثانيها اللسان وهو ما يعرف بالأقوال التى ننطقها ونُسأل عنها، وثالثها العمل، وهو ما تُظهره سلوكيات الجوارح.

فمهما بَلَغتَ من العلم أو الحكمة، من أنت لكى تعرف كل هذه الجوانب بكل تفاصيلها لكى تحكم عليه؟ وطالما أن ما يقترفه الآخر من ذنوب لم يصل للحد الذى يُسبب لك فيه الأذى أو بالغ الضرر، فليس من مهمتك الحُكم عليه، فواجبك قد يتلخص فقط فى إسداء النصيحة له بودٍ ولين.

ولكن إن وصل ذنبه إلى الحد الذى سبّب لك فيه الأذى كجرائم السرقة والنهب والاعتداء الصريح على حقوقك وغيره مثلًا، فذاك أمر آخر، وبالتأكيد يستدعى تدخلك، متى توافرت الأدلة والبراهين لإثبات ذلك.

وأستثنى أيضًا من ذلك أمرًا آخر وهو جريمة الازدراء للأديان المقدسة، نعم، من يُصرحون وبمنتهى الوضوح والمباشرة بأمور من شأنها استحقار وازدراء العقائد والأديان المقدسة، والأمور المتعلقة بها كالتشويش على إقامة شعائر أو احتفال دينى، أو من يقوم بأعمال عنف وتهديد من شأنها تعطيل إقامة شعائر عقائدية خاصة بكل ديانة، أو كل من كسر أو هدم ودنّس مبانى مُعدَّة لإقامة شعائر دينية، أو كل من استغل الدين فى الترويج لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتن أو التحقير من ديانات سماوية أو الطعن فى كتب مقدسة أو تشويهها عمدًا، أو السخرية من الاحتفالات الدينية، وهذا نص التوصيف القانونى لجريمة ازدراء الأديان والتى يُعاقب مُرتكبها بالحبس أو الغرامة متى توفر الدليل القطعى على ارتكابه إيّاها.

فالاحتقار أو التشويه أو الطعن فى دين سماوى، لا علاقة له بالمرة بحرية الرأى ولا يتعارض أيضًا مع مبدأ حرية الاعتقاد، اعتقد فيما شئت وآمن بما تُحب، ولكن لا تسخر أو تشوه أو تعتدى على قدسية الاعتقاد الدينى لدى الآخرين بحجة حرية الرأى أو الفكر. وإن رددت ذلك فأنت لم تفهم معنى الحرية حتى الآن.

 

[email protected]