رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشكلة التوكتوك بمصر مشكلة معقدة للغاية، ولن تكون عملية إزالته من الشارع المصري أمرًا سهلًا على الإطلاق، ولكن يصبح من الضروري التدخل العاجل لدرء آثاره السلبية ونتائجه الكارثية على المجتمع المصرى.

وبعد أن شرعت الإدارة العامة للمرور في العمل على تقنين أوضاعه والبدء في إجراءات ترخيصه والانتهاء بالفعل من ترخيص الآلاف من عربات التكاتك المنتشرة بكثرة مؤخرًا بشوارع الجمهورية تبقى لي عدة تساؤلات، حول فوضى وعشوائية هذه المركبة ذات الثلاث عجلات!!

أولًا، من ناحية السلامة وحفظ الأرواح، فالتوكتوك، عربة ضعيفة الهيكل والبنية وليس لها أبواب، ولا بالطبع أحزمة أمان، فالمواصفات القياسية المتعلقة بالسلامة والحفاظ على حياة الأفراد معدومة هنا، ولم يتم مراعاتها في تصنيعه أو في الموافقة على استيراده وتمريره في السوق المصرية، وأعلم جيدًا صعوبة وتعقيدات إصدار قرار بنسف عربات التكاتك بمصر الموجودة بالفعل، حتى لو كان السبب هو لتحقيق السلامة أو حفظ الأرواح، ولكن من الممكن جدًا تحجيم انتشار أي دفعات جديدة مستقبلًا، كمنع استيراده بالكلية سواء بالطرق المشروعة أو غير المشروعة، أو مثلًا التسريع بطرح بدائل أخرى بالسوق شبيهة بالتوكتوك شكلاً وحجمًا وسعرًا ولكن يُراعى فيها اعتبارات السلامة، واعتقد البديل موجود وعلى ما أتذكر اسمه «المايسترو» وبصناعة مصرية خالصة عدا الموتور فقط.

ثانيًا، من الناحية الأمنية، هو أيضا غير مطابق بالمرة خاصة أنه مازال هناك حتى الآن، الآلاف من مركبات التوكتوك المجهولة والتي لا تُعلق لوحات معدنية وبالتالي صعوبة التوصل إلى سائقي وأصحاب تلك المركبات، ناهيك عن انتشار حوادث الخطف والسرقة الاغتصاب، والتي يستخدم مرتكبيها التوكتوك غير المرخص للتستر على جرائمهم المشينة.

ثالثًا، أما من ناحية المخالفات المرورية فَحدِّث ولا حرج، فكُلنا شاهدنا كم المخالفات المرورية الفجة والمستفزة للغاية والتي يقوم بها سائقو التكاتك والتي تبدأ بعمر السائق، فكلنا رأينا أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم ال 15 سنة أو حتى أقل من ذلك، يقودون التكاتك غير مكترثين بأحد، ضاربين عرض الحائط بكل قوانين المرور وقواعد المنطق السليم، فكيف لطفل أن يقود مركبة أيّا ما كان نوعها؟

أضف إلى ذلك ظاهرة السير عكس الاتجاه، وفى شوارع حية ومزدحمة جدًا، وفى أوقات الذروة، وهذا كفيل بافتعال أزمات واختناقات مرورية وحوادث عدة، وكأن الشارع تُرك بلا ضابط أو رابط، ومن يتحكم فيه قلة غير ملتزمة تسير وفقًا لأمزجتها وأهواءها الشخصية، وليست قوانين المرور المنظمة لعملية السير.

أما السير في الشوارع والمحاور والطرق الرئيسية والكباري فحدِّث ولا حرج، صحيح أنه مؤخراً قامت الحملات المرورية المكثفة بضبط عملية انتشارهم في الشوارع الرئيسية، إلا أنه مازال هناك الكثير من عربات التوكتوك تخترق الشوارع الرئيسية بلا اكتراث.

رابعًا، أما من ناحية المخالفات السلوكية الفظة والعنيفة، فكل ما ذكرت من آثار سلبية سابقًا في جانب، والممارسات السلوكية في جانب آخر، فقد شاهدنا جميعًا ممارسات سلوكية تتسم بالاستهتار بسلامة الناس والاستنطاع والبلطجة والاستفزاز والاستعلاء عن تنفيذ أي قانون.

كل هذه السلبيات الناتجة عن الاستخدام السئ للتوكتوك، أصبحت عبئًا كبيرًا على الشارع المصري المليء أصلًا بالعديد من المنغصات التي تُعرقل عملية السير وانسياب المرور فيه.

نداء لرجال المرور!! احمونا من بلطجة سائقي التوكتوك! لا تتركوهم هكذا بلا ضابط أو رابط!! فَعَلّوا منظومة عاجلة وواقعية لضبط مخالفاتهم الاستفزازية!! فكما يُنفذ قانون المرور على كل أصحاب المركبات الملاكى والأجرة والنقل الثقيل، فمن الأساسي والأَولَى أن يُنفَذ على التوكتوك، وإلا فلن يرضى أحد أن يُنفذ قانون على فئة ولا ينفذ على الأخرى.

 

rashaelshayeb