رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوراق مسافرة

سأحكى لكم حكاية، لا أعرف هل ستسليكم أم تزعجكم.. ولكنى معاذ الله لا أقصد بها أبداً أن تعذبكم أو تؤرق أفكاركم الملهمة، فملعون من يؤرقك سعادتكم.. أو يقض مضاجعكم الحريرية، فقط أحكي.. مجرد فضفضة.. وقد لا تصلكم أصلاً الحكاية، فمنذ متى ترون أنتم العمالقة الأقزام مثلى.. أو تهتمون لأمورهم التافهة بجانب ضخامة مهامكم.

حكايتى إنى دون أن تخيفونى.. صرت خائفة وقد صنعت فزاعتى بنفسى تقرباً وتلمساً لإرضائكم، دون أن تضعوا لى خطوطاً حمراء، رسمت لنفسي ألف خط أحمر وسرت بداخلها لا أقترب من حدودها.. وأصلى وأدعو ألا يزعجكم صوت أنفاسى الملعونة المختنقة بين الأحمر، حكايتى أنى صرت كاثوليكية أكثر من بابا روما، ودون أن تأمرونى.. ألهث إليكم بقرابين الطاعة والولاء، دون أن تدعو أنتم على أحد أو تدعونى.. أردد فى الفراغ.. آمين كالتسابيح ويرددها خلفى الصدى.

أنا من طأطأت رأسي بنفسي.. حتى لا تطول هاماتكم فتزعجكم جرأة أعينى الطامعة فى رضاكم، أنا من تغاضيت مع رأسى المطأطئ عن كل حقى ومطالبى ومطالبهم، أنا من وسدت أعينى على أحذيتكم عسى تسقط عليها فتاتكم فالتقمها وأحمد الله شكراً أنكم لم تركلونى.. وإن فعلتم تأففاً منى.. سأحمد الله أنكم لم تدهسونى، وإن فعلتم لأنى أزاحم أحذيتكم وقد ألوثها بأصابعى المتلهفة الجوعى، سأحمد الله أنكم لم تقتلونى، وأنى ما زلت أحيا التقم الفتات الساقط من أيديكم، على أجد بينها قطعة لحم أو طعم السكر.

أنا لا أعرف أحداً منكم، ولكنى عفوا.. أزعم هذا لأخيف الأقزام مثلى، أدير فى خيالى أرقام هواتفكم التى لا أعرفها، وأرفع صوتى الأجوف النحاسى كأنى أحادثكم، وأمثل دوراً كم حلمت به، دور من ينقل إليكم الأقوال والأفعال والأنفاس، وأتظاهر أنى أستشيركم حتى فى أمور بيتى ونقلى لمكان ثلاجتى وأى نوع من الأثواب أشتريه ليلائم انتمائى، أعلم أنى أتفه من أن تعرفونى، وأن مكانى لا يهمكم، ووظيفتى ليست فى حسبانكم، وما تحت يدى ليس معلومات.. مجرد تفاهات فى عالمكم، ولكن.. يكفى أنى عن بعد أستخدمكم، أحولكم لفزاعات لكل من حولى لأدير شئونى وأدبر أمر خبزى حين يشح الفتات فوق أحذيتكم، بارعة أنا فى تقمصكم، بطلة أنا فى عالم الكومبارس دون حاجة لمخرج من طرفكم ولا كاتب سيناريو من صفوفكم.

أنا مجرد حكاية تافهة.. أعلم أن قداسة ألسنتكم لا تلوكها، ولا أرد حتى على طرفها ..أعرف أنكم لا تقرأونى.. ولا ترونى أصلاً، ولكنى متميزة بذكائى الفطرى لأنى اختلقت لى مكاناً ومكانة، وفخورة بأنى عبد فى معبد لم تبنوه، وخادم أمين دون أن تطلبوه، أعلم أنى قد أتكرر فى كل أوان وزمان، ووجودى مكمل للكائنات المهمة فى دورة الحياة بكل العصور، ولكن بالأمس قال لى رجل يزعم الحكمة والفكر الرشيد.. قال إنى بما أفعله ..أضركم ولا أنفعكم، أهدم ما تبنوه وأتوهم أنى أساندكم، وإنى أبداً فى مزبلة التاريخ، لأنى لا أبنى، لا أصلح، لا أقدم بل أؤخر، وقال إنى حكاية فشل.. فشل لأى وطن أتواجد فيه.. لأى مؤسسة أقودها أو حتى أشتغل فيها نفر، عله حاقد.. أو كافر بكم.. لا أعلم، فعقلى تساقط مع طأطأة رأسى على حذائكم.. وتقزمى يزداد.. يزداد إلى حد التلاشى.

[email protected]