رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

أشياء كثيرة لا تحتاج إلى محفل سياسى حتى تكتشفها.. ربما تكشفها مناسبات اجتماعية، أو لقاء عابر.. حفل عقد قران نجل شوقى غريب واحد من هذه المناسبات.. ربما لأول مرة يلتقى المشير طنطاوى بالأخوين جمال وعلاء مبارك.. فمن الصور المنشورة عبر المواقع  الالكترونية سوف تدرك أنه أول لقاء.. ولكن ما هو السر الذى قاله   المشير فى أذن جمال وبحضور علاء؟  

لاحظ المدعوون لحفل الزفاف، ومعظمهم من الوسط الرياضى، أن اللقاء كان حاراً ويحمل أسراراً، وقد يكون أول لقاء خاص، وأن المشير طنطاوى لم يقم بزيارة الرئيس الأسبق حتى الآن.. فهل كان المشير يريد أن يقول إنه فعل ما فعل تحت ضغط الثورة؟ وهل كان يريد أن يقول إنه لم يكن يملك من أمر الرئيس شيئاً؟ وهل كان يريد أن يقول إنه «اكتفى» بشهادته أمام المحكمة؟

وعلى أى حال، لا اتصور أن هذا اللقاء كان مرتباً بالمرة؟.. لكنه أيضاً لم يكن مفاجأة، ولا مرفوضاً.. فى هذه المناسبات يتساءل صاحب الدعوة إن كان وجود فلان يسبب حرجاً أم لا؟.. هذا هو البروتوكول.. حتى لو كانت الدعوة على غداء.. أحياناً اتلقى اسئلة من هذا النوع.. هل لديك مشكلة فى وجود فلان؟.. لم أمانع ابداً حتى الآن.. السياسة شيء والاجتماعيات شيء آخر.

حين قرأت الصور تسربت إلى نفسى أسئلة كثيرة.. وأنا أعنى قراءة الصور.. فالصور لا تُشاهد فقط.. ولكنها تحمل فى طياتها بعض المعانى والدلالات.. ولا أدرى لماذا تركتُ كل نجوم الفرح من رؤساء أندية ومدربين ونجوم مجتمع، وتوقفت عند الصورة التى تجمع المشير وعلاء وجمال؟.. هذه هى صورة الزفاف بغض النظر عن العروسين، وبعدها مرّ شريط الثورة.

فمن المؤكد أن جمال وعلاء حين حدث اللقاء الأول مع المشير، مر أمام أعينهم شريط ذكريات الثورة أيضاً.. أحداث 25 يناير، ثم تطور الأحداث فى 28 يناير.. ثم نزول الجيش وصدور البيانات العسكرية ثم يوم التنحى، وبعدها القبض على الرئيس وأسرته.. كل شيء مر كلمح البصر.. ذكريات أيام طرة والمعادى العسكرى.. لكن كان هناك قدر كبير من التسامح لا أعرف أسبابه الآن.

وجود المشير فى الفرح يحمل تقديراً كبيراً للكابتن شوقى غريب. ولكن ستبقى صورة المشير وهو يهمس فى أذن جمال هى صورة                                                                                                     الصفحات الأولى، ليخرج الفرح من مناسبة اجتماعية إلى مناسبة سياسية.. فلو كانت فى زمن مبارك، ربما كانت دلالاتها أقل الآن  كل شيء تغير.. الزمن والإشارات والدلالات والأوضاع.. ومازال المشير يحتفظ بلياقة بدنية كأنه فى السلطة.

وباختصار، كل شيء يمكن استنتاجه من هذه الصورة.. إن كان   يرسل سلاماً خاصاً إلى الرئيس مبارك.. أو إن كان يطلب ترتيب لقاء  معه، حتى يلتقى الرئيس والمشير لأول مرة بعد الثورة.. كل شيء  جائز.  إن كان يقول إنه أدى ما عليه قدر استطاعته، أو غير ذلك .. الله أعلم بما كان يقوله المشير.