رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

كعادتنا فى كل عام يهل علينا الشهر الكريم فجأة، على الرغم من أن موعده معروف ومعلن سلفاً ومدون فى كل المطبوعات والمدونات التى تشير إلى مواعيد الأشهر القمرية. ولو اختلف الموعد الفعلى عن الموعد المحدد سلفاً، فإنَّ الاختلاف سيكون محصوراً فى يوم واحد فقط. أى أنه لا توجد أى فرصة للمباغتة فى الأمر، وبالتالى لا مبرر لحالة الفزع السنوية التى تسود أروقة العمل الإذاعى والتليفزيونى فى الأيام الأخيرة التى تسبق شهر رمضان، خاصة فى ستوديوهات الدراما التى تشهد حالة من حالات الطوارئ تقارن بطوارئ الحروب.

وترجع هذه الحالة الرمضانية إلى كثرة عدد الأعمال الدرامية التى يجرى إنتاجها كل عام للاستهلاك خلال الشهر المبارك، حتى باتت المسلسلات وكأنها جزء لا يتجزأ من عبادات الشهر. ويعجب المرء من الحكمة وراء حشر كل هذه المسلسلات فى شهر واحد. ومن أين يأتى المشاهد المسكين بالقدرة على متابعة هذا الكم من الأعمال، والتى تزيد عادة على خمسين مسلسلاً تتنافس فى السباق الرمضانى المشهود. فى الواقع العملى، يقوم المشاهد بانتقاء عملين أو ثلاثة على الأكثر لمتابعتها، ويتم الانتقاء بناءً على ثقة المشاهد فى نجوم العمل من الممثلين أو المخرجين أو الكتاب. وفيما مضى كانت جودة الأعمال الدرامية والثقة فى مستواها تنبع أساساً من الثقة فى صناع العمل من كتاب ومخرجين، إلا أنَّ الأمر اختلف فى السنوات الأخيرة التى غلبت فيها المعايير التجارية على ما عداها، فأصبحت أسماء النجوم من الممثلين هى المقياس الأكبر الذى تقاس به الأعمال، وتضخمت بالتالى أجور هؤلاء النجوم وبلغت أرقاماً فلكية؛ بسبب التكالب عليهم لضمان التسويق والنجاح.

وقد بحت الأصوات على مدى سنوات طوال من مناشدة الجهات الإنتاجية للأعمال الدرامية وقف هذا التكدس والحشد المهول للدراما خلال شهر واحد، وخلو باقى شهور السنة من الأعمال الجديدة مما يضطر القنوات التليفزيونية إلى اجترار أعمال رمضان الفائت فى تكرار ممل لتلك الأعمال. وقد التفتت بعض الجهات الإنتاجية إلى تلك المناشدات ووجهت جانباً من إنتاجها المتميز إلى خارج الخريطة الرمضانية، وبالفعل حقق بعضها نجاحاً باهراً نتيجة الانفراد بالعرض خارج رمضان. والمرجو أن تتسع دائرة الإنتاج خارج الموسم الرمضانى كى تتحقق عدة أمور ستصب كلها فى مصلحة الدراما المصرية. أولاً، جودة الأعمال الدرامية نتيجة التخلص من السيف المسلط على الرقاب لإنهاء الأعمال قبل حلول شهر رمضان. كما سيتخلص المنتجون من مشكلة انشغال معظم الممثلين خاصة نجوم الصف الثانى بأعمال عديدة فى نفس الوقت، الأمر الذى ينجم عنه إرباك العمل فى أكثر من موقع. وتوزيع الإنتاج الدرامى على شهور السنة كلها سيفيد القنوات التليفزيونية التى ستقدم أعمالاً جديدة طوال العام.

ومن المضار التى نشأت عن انفراد شهر رمضان بالإنتاج الدرامى، فرض نمط مسلسلات الثلاثين حلقة، سواء كان النص الأصلى يصلح لهذا العدد من الحلقات أم لا يصلح. المهم هو أن يغطى المسلسل أيّام شهر رمضان. وكانت النتيجة مللاً درامياً معبأ فى حلقات يغلب عليها المط والتطويل وتفتقد كل عناصر المتعة والتشويق التى تسعى إليها الدراما الجيدة. وإمعاناً فى المضى فى هذا المسار، تسعى بعض جهات الإنتاج الآن إلى إفساح المجال لمسلسلات الحلقات الستين أو ما يزيد. وقانا الله شر السوء وكل عام وحضراتكم بخير.