عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

 

 

 

«الحق فوق القوة» هو الشعار الذى رفعه سعد زغلول فى يوم من الأيام، وهو الشعار الذى عاد المستشار «بهاءالدين أبوشقة» الرئيس الجديد للوفد ليذكر به ويؤكد ترسيخه على أساس أن القوة لا تصنع حقاً ولكن الحق هو الذى يصنع القوة. منطق يتفق مع روح القانون والعدالة، ويجسد الرؤية الحقيقية لحقوق الإنسان. غير أن الغرب المريض الذى تقوده أمريكا خرج عن هذه الحسبة وتبنى المنطق الذى يرسخ القوة الغاشمة لكى تعلو ولا يعلى عليها. ولهذا لم يكن غريباً أن يخرج ترامب العنصرى المأزوم بكل أعراض البلطجة والرعونة والتهور ليهدد ويتوعد باستهداف سوريا عسكرياً ليبدأ بالفعل العدوان الثلاثى الأمريكى البريطانى الفرنسى على سوريا فجر أمس السبت ليستهدف مركز البحوث العلمية وعدة مقرات عسكرية.

ولا شك أن العدوان على سوريا يمثل إهانة لروسيا فى الوقت نفسه، حيث إنها موجودة على مسرح الأحداث وفى قلب المشهد. لقد مضت أمريكا تستخدم الفبركة والأكاذيب كذريعة لاستهداف سوريا. بيد أن التصعيد الأمريكى لم يفاجئ أحد، فهذه هى أمريكا التى تتربص بسوريا منذ غزو العراق فى 2003. ولقد قالها «كولين باول» وزير الخارجية وقتئذ: (دخلنا العراق لتكون منطلقاً لنا نحو دول المنطقة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بشكل يعزز مصالح أمريكا وحلفائها)، فالسيناريو هو إسقاط دول المنطقة عبر استخدام الذرائع، فكما ادعت أمريكا امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل تدعى اليوم استخدام النظام السورى للسلاح الكيميائى دون أى دليل توثق به اتهامها.

لقد طالبت روسيا بدعوة منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لإرسال بعثة لتقصى الحقائق على الطبيعة فى «الدوما» لإثبات ما إذا كان النظام السورى هو المتورط فى استخدام الكيماوى فى الغوطة الشرقية لا سيما وأن منظمة العفو الدولية أكدت أن جيش الإسلام هو الذى استخدم الكيماوى فى 2016. والعادل والعاقل يطالب بوجوب التحرى عن الجهة التى استخدمت الكيميائى، حيث لا يمكن أن تلقى الاتهامات جزافاً على دولة ويتهم نظامها زوراً وبهتاناً بتورطه فى هذه الجريمة دون وجود سند يثبت صحة هذا الاتهام. ولا شك أن أمريكا بمنطقها الأعوج هذا والذى تحالفت معها فيه كل من بريطانيا وفرنسا تنتهك القانون وتجترئ على الحق وتقحم وقائع لا صلة لها بالحقيقة عندما توجه الاتهامات الباطلة إلى سوريا. فكأنها بذلك نصبت محكمة الظلم الدولية لمعاقبة الدولة السورية تحت زعم تورطها باستخدام الكيماوى.

الغريب أن يبادر محمد بن سلمان فيطرح اعتزامه المشاركة فى العمل العسكرى ويقول إن المملكة لن تتأخر فى المشاركة بعمل عسكرى مع حلفائها فى سوريا إذا استدعى الأمر ذلك. ونصيحتى لولى عهد السعودية بأن عليه ألا يورط نفسه فى عملية كهذه ويكفيه ورطته الكبرى فى اليمن منذ 26 مارس 2015 حتى الآن، ولينأى بنفسه عن مثل هذه العملية ويكرس وقته لنكبة اليمن وكيف يمكنه الخروج الآمن منها، وليتفرغ للحملة التحديثية التجديدية الرائعة التى يقودها فى المملكة فى شتى الميادين.