رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوالنا

 

 

أيهما أكثر أهمية....الوسيط أم الرسالة؟ يثير هذا السؤال فور طرحه فى الساحة الإعلامية عاصفة من الآراء المتباينة، بين كثرة من المتعصبين للرسالة، وقلة من المشايعين للوسيط وفى مقدمتهم المفكر الكندى الراحل مارشال مكلوهان صاحب مقولة الوسيط هو الرسالة. أى أن الوسيط هو الأهم لأنه يحمل فى طياته قدرة هائلة على تغيير نمط الحياة التى نحياها. وضرب على ذلك مثلاً بالمصباح الكهربائى الذى مكن البشر من سهر الليالى بعد أن كانوا ينامون بمجرد حلول الظلام. وقد حصل مكلوهان وأتباعه على دعم هائل لأفكارهم فى عصر الأقمار الصناعية التى تنبأ هو قبل حلولها بأنها ستحيل العالم إلى قرية كونية.

بفضل هذه الأقمار أصبحنا نعيش أحداث العالم دقيقة بدقيقة. أفراح العالم وأتراحه نتشاركها لحظة بلحظة. ندعى إلى أفراح القصور مثلما نعيش مآسى الحروب وما يتخلف عنها من دماء ودمار وتشريد. لقد ضاعفت وسائط الإعلام من حواس البشر وقدراتهم. فبدونها لم يكن بالإمكان مشاهدة مباريات كرة القدم حية على الهواء. وما كان لنجوم اللعبة أن يحظوا بالشهرة ولا بالشعبية التى يتمتعون بها الآن. ولكن نظراً لأن لكل شىء وجهاً مظلماً مثلما إن له وجهاً مشرقاً فإن التقنيات التى أتاحت الكثير من الأشياء الرائعة، استغلها البعض لأغراض شريرة تهدف إلى إلحاق الأذى بالآخرين. ومن أمثلة ذلك ما قام به شاب روسى من ابتكار تطبيق على الإنترنت بمسمى الحوت الأزرق. وهى لعبة اجتذبت العديد من الشباب من أطراف شتى من العالم. ومن خلال خمسين خطوة يتم السيطرة على المشاركين فى هذه اللعبة بحيث يندمجون فيها بروح التحدى غير مدركين أنها تقودهم إلى الانتحار فى نهاية الأمر. وفِى وطننا العربى تبين أن هذه اللعبة أودت بحياة شاب مصرى، وكذلك فعلت بثلاثة من الشباب الكويتيين وخمسة من الشباب الجزائريين.

وعلى الرغم من هذه الأحداث المؤسفة التى نجمت عن استغلال التقنيات الحديثة فى أعمال شريرة، فإن مسيرة التقنيات تمضى فى طريقها السليم النافع للبشرية. وقد طالعتنا الأنباء الواردة من دولة الإمارات العربية المتحدة عن بدء عشاق كرة القدم فى مشاهدة المباريات بتقنية الواقع الافتراضى الذى يتيح المشاهدة من كافة زوايا الرؤية من خلال كاميرات موزعة فى أرجاء الملعب وخلف المرميين، كما أنها تتيح إعادة المشاهدة الفورية للهجمات الخطيرة وعرض المعلومات والإحصائيات عن اللاعبين والأندية ووضعها فى ترتيب الدورى وغيرها من المعلومات المهمة. وهذه هى أول مرة فى العالم يجرى فيها إذاعة مباراة لكرة القدم حية على الهواء باستخدام تقنية الواقع الافتراضى.

ومن دنيا الأقمار الصناعية والواقع الافتراضى إلى عالم الذكاء الاصطناعى حيث حملت الأنباء بشرى قيام «صوفيا» أحدث روبوت يجمع خصائص الذكاء الاصطناعى ومشاعر البشر بزيارة مصر ابتداء من يوم ١٧ أبريل ولمدة يومين. وكما جاء فى الخبر الذى كتبته نيرمين قطب فى صدر صحيفة الأهرام يوم الثلاثاء ١٠ أبريل فإن صوفيا أول نموذج يشبه البشر فى الشكل والمشاعر وطريقة التفكير، وتستطيع التعبير عن نفسها ومشاعرها باستخدام أكثر من ستين تعبيراً بالوجه ما جعلها تستأثر باهتمام جماهيرى واسع. ومن المتوقع أن تكون صوفيا نجمة ملتقى صناعة الإبداع الذى يعقد فى القاهرة يومى ١٧ و١٨ من الشهر الحالى. فهل يخفق قلب صوفيا السعودية الجنسية بالحب خلال زيارتها للقاهرة. على أية حال هناك تحذير صادر من العالم الراحل ستيفن هوكينج من الذكاء الاصطناعى، وهذا موضوع حديث آخر.