رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

قد لا تُصدِقنى لو قُلتُ لك إنَّ على أرض مصر أشخاصًا يعيشون فى الماضى، توقف بهم الزمن قبل آلاف السنين، مُنعزلون عن العالم، فلهم عالمهم الخاص. أنا شخصيًا صدَّقتُ وجود بشر يعيشون فى كهوف الجبال، منذ أن تاه أجدادُهم قبل آلاف السنين فى سيناء، فى زمن سيدنا موسى عليه السلام. وصدَّقتُ أنَّ آخرين توقف بهم الزمن قبل 1500 عام يعيشون فى جنوب مصر.

سأحكى لك وربما تُصدق ما صدقته قبلك.. فى عام 1986، كُنتُ في جولة في صحراء سيناء، مع الدكتور ابراهيم عنتر نائب وزير الزراعة، ورئيس جهاز تحسين الاراضى.. كُنَّا فى طريقنا إلى مزرعة نويبع التى أخذناها من الاسرائيليين بعد انسحابهم من سيناء.. قطعنا فى جولتنا وديانًا وسهولًا، وشاهدنا جبالًا شاهقة، وأمام أحدها قال لي الرجل إنَّه قد سمع منْ أحد رجال المخابرات، أنَّ عددًا من اليهود الذين تاهوا فى سيناء بعد مُطاردة فرعون لهم، اختبأوا خوفًا ورُعبًا فى كهوف جبل «الطربوش»، ولم يصلهم نبأ غرق فرعون وجنوده، وظلوا مُختبئين بها لا يبرحونها إلا ليلًا.. وهؤلاء يتناسلون ببطء، ويعيشون عيشة بِدائية أولية، يأكلون العُشب، ويشربون مياه الأمطار وقطرات الندى وعصارة النباتات.. الدكتور ابراهيم عنتر وهو يحكى لى هذه الحكاية بدا غير مُصدِّق، لكنه لم يستبعد صحتها، وهو يقول إنًّ الاسرائيليين أثناء احتلالهم سيناء قد اكتشفوا عددًا مِنْ هؤلاء القوم، ونقلوهم إلي تل ابيب لاجراء دراسات وأبحاث عليهم.

وهناك رواية أخري نقلها الزميل أحمد خيرى، فى تحقيق صحفى شيق على صفحات روزاليوسف، كشف فيه عن أُناس توقف بهم الزمن قبل 1500 عام، يسكنون فى منطقة «عيديب» فى جبل «عِلْبَة» أقصى جنوب شرق مصر.. يعيشون فى أكواخ من غصون الاشجار وجلود الماعز.. وإذا حاولت التواصل معهم بلغتك العربية، تجدهم يتحدثون اللغة "الروطانية".. شريعتهم أعراف القبيلة، فلا قانوننا يحكمهم ولا دستورنا، وسائل نقلهم الدواب والجمال، وأسلحتهم السيوف والسهامم، وأوانيهم الفخار، وحفلات عُرسِهم أغرب من الخيال، فالعريس يُلهِب بالكرباج ظهور 40 من المدعوين، حتي تسيل دمائهم، وهم يباركون ذلك، فبدونه لم يكتمل العُرس. والزوج لا يري زوجته في النهار لمدة عام، فلا يلتقيها إلا ليلًا، وتُغادر كوخ الزوجية مع طلوع الفجر، ولا تعود إلا فى الظلام.. مصطلحاتهم ليست ما نتعارف عليه، فالجمل يسمونه «أوكام»، والعقرب «نألوب»، والسيف «مندك»، والنمر «اوهام».. غذاؤهم من الاعشاب و ألبان الماعز والإبل.. لم يصلوا بعد الي مرحلة الزراعة.. علاجهم من الاعشاب، فلا يزالون يعيشون الحياة البدائية في عصر الصيد، يطاردون الأرانب والغزلان الجبلية؛ بحثًا عن أرزاقهم.. لا يسمعون عن اذاعة ولا تليفزيون.. لا يعرفون وزيرًا ولا رئيسًا، فرئيسُهم الشيخ حامد، لا يعرفون غيره، أحكامه نافِذة، وتعاليمه واجبة.

[email protected]