ومثالنا أن نستعير ما قاله الشاعر التونسى الرائع فى قصيدته الخالدة التى رددتها الأمة العربية قاطبة فى مولد «الربيع العربى» وهى عن «إرادة الشعب» والتى بدأها: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.
نترجم ذلك فى عيد الوفد الرائع يوم قبل الجمعة الماضى حين أراد الوفديون اختيار رئيس لهم جديد، يعيد ذكريات عظماء رؤساء الوفد بدءاً من خالد الذكر سعد باشا زغلول ومرورا بالعظيم المتصوف مصطفى النحاس باشا وتسلم الراية فؤاد باشا سراج الدين أو سراج الوفد كما أطلق عليه الوفديون.
أمام المهرجان المملوء ثقة وحباً تم اختيار رئيس للوفد، رجل عرفته المحافل القضائية والنيابية فكان نعم الاختيار، وبشراك يا أيها الوفد مولدك الجديد فى عهد سعيد ومن هنا تجلت إرادة الوفد بين ما يشبه الإجماع على حسن الاختيار.
فى يوم أسماه الوفديون عيداً.. عيداً للحرية وإبداء الرأى عيداً للديمقراطية فى حسن الاختيار وكما قيل فى مناسباتها فى تاريخ الوفد ويوم تسمية الكنانة «مصر» عيداً وكما عبر عنه شعراء الوفد وأنا منهم:
يوم أغر يكفيك منه أنه
يوم كان الدهر فيه تجمعا
لقد عمت الفرحة الكبرى جموع الوفديين شيباً وشباباً، رجالا ونساء، وكان للمرأة الوفدية القدح المعلمى فى الاختيار ألم تكن المرأة الوفدية السباقة فى موكب الثوار فى ثورة الوفد عام 1919 وقيل عنهن: «إن بيت سعد (أى بيت الأمة) كان قصدهن».
<>
ألم يحن الآن أن نردد مع الشاعر الثائر أبوالقاسم الشابى وصف إرادة الوفديين ونقولها بلسان صدق مبين:
إذا الوفد يوما أراد الحياة
فلابد أن يستجيب القدر
ولابد لليل أن ينجلى
ولابد للقيد أن ينكسر
ثم نردد ما كان يقوله شباب الوفد الثائر فى أعيادهم الوطنية: «يا وفد انت النور للناس تهديها.. يا وفد انت الدواء للناس تشفيها».
<>
كل هذه الخواطر دارت بخلدى وأنا أشاهد عيد الحرية فى بيت الأمة، الفرحة تملأ الصدور وذكريات الوفد دائما للحرية والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وليفرح زعماء الوفد فى قبورهم عند «مليك مقتدر».
وجاء فى موكب السنين أشبال الوفد يحملون رايته عالية عملاقة..
الوفد.. الوفد.. يحيا الوفد
<>
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الرئيس الشرفى لحزب الوفد
وحفيد الحاج أحمد السقا
رفيق سعد باشا زغلول
وخطيب ثورة 1919