رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

إذا كنت مريضا نفسيا تعانى من أعراض القلق أو الاكتئاب أوالهلع أو حتى الوسواس القهرى، فقد تضطر لبناء قصور فى الهواء لتهرب فيها بخيالك من أوجاعك ومتاعبك، أما إذا كنت مريضا عقليا فسوف تكون متأكدا من أنك تعيش فعلا فى هذه القصور، سواء بمفردك أو مع أشخاص أو كائنات لن يراها أبدا أحد غيرك.

فى الصالون الثقافى الذى ينظمه د. وسيم السيسى، الأستاذ بكلية طب قصر العينى وعالم المصريات والمثقف الموسوعى، شهريا بمنزله بالمعادى، كشف الدكتور أحمد عكاشة عن جانب غامض من أسرار النفس البشرية فى المحاضرة التى ألقاها عن الطب النفس- جسدى، والتى أوضح فيها كيف أن التغيرات النفسية والمزاجية تقلل من المناعة الطبيعية لجسم الإنسان، وتسبب العديد من الأمراض العضوية منها الروماتيزم وارتفاع ضغط الدم واضطرابات المعدة والقولون والسكر حتى أمراض القلب وقد تصل إلى السرطان.

بحسب د. عكاشة  فإن الكثير من الأمراض العضوية يكون سببها نفسيا فى المقام الأول والأخير، والشفاء منها لن يكون إلا بعلاج أسبابها النفسية، بل وحتى الكثير من الأمراض العقلية التى تصيب الانسان باضطرابات فى التفكير والسلوك والوجدان وتسبب تدهور شخصيته فى علاقاتها بأسرته أو بالمجتمع الذى يعيش فيه،  قد يكون سببها عضويا كهبوط الكبد أوالكليتين او الرئتين أو وجود ورم فى المخ !

لكن كيف تعرف انك لست مريضا نفسيا ؟ وكيف تضع نفسك على أول طريق الصحة النفسية؟  د. عكاشة يرى أن الصحة النفسية هى قدرة الانسان على  التأرجح بين الشك واليقين، ليحصل على المرونة الكافية لتمنعه من التطرف فى ارتكاب الاخطاء أو التردد الذى يكبله عن اتخاذ القرارات المهمة فى حياته، وقبل ذلك فالأمر يتطلب إعادة النظر فى طرق ومناهج تعليم الطب بالجامعات لتكون قادرة على تخريج أطباء قادرين على علاج مرضاهم بالشكل الصحيح تضمن لهم الشفاء، خاصة وأن الدراسات الحديثة تؤكد أن 30% من سكان أى مجتمع فى العالم يعانون من أزمات نفسية، أغلبهم يعالجون عند أطباء القلب أو الباطنة وغيرها من التخصصات بسبب خطأ فى التشخيص من الأطباء.

**********

صالون د. وسيم السيسى لم يكن مقصورا على محاضرة د. عكاشة، فقد قضيت مع عدد كبير من زوار الصالون أربع ساعات كاملة من المتعة الفنية والثقافية،ونحن ننتقل بين موسيقى فرقة محمود معوض الموسيقية ومطربة الاوبرا زينب بركات، ثم فريق قلب مصر بقيادة سهير بولس، تخللتها محاضرة عن تأثيرات الفن القبطى للدكتور محمد زينهم رئيس الجمعية العربية للحضارة والفنون عن تأثيرالدلالات الروحية للفن القبطى على الفنون العالمية، بالإضافة إلى قصيدة شعر ألقاها د. أحمد تيمور.

الشىء الوحيد الذى لم أفهمه بعد انتهاء الصالون هو سبب التجاهل الإعلامى لهذه النشاطات الثقافية، ولماذا لا تهتم  قنوات التليفزيون بمتابعة مثل هذه الصالونات التى تقدم ما يفيد الناس ويمتعهم أيضا ؟!