رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أحوال مصرية

 

 

 

في خضم الحملة الصحفية غير المرتبة للمطالبة بالسماح للكاتب الكبير إبراهيم سعدة بالعودة إلي مصر بعد تسوية قضيته- هدايا «أخبار اليوم»- أجد نفسي أؤيد تلك الدعوة بدون تردد خصوصاً أنني أعتبر الكاتب الكبير أحد فرسان الصحافة المصرية منذ عقد السبعينيات وقد طور مؤسسة «أخبار اليوم» كثيراً حين كان رئيساً لمجلس إدارتها ورئيساً لتحريرها، حيث جعلها منبراً مفتوحاً لكل الُكتاب والآراء طالما تتسم بالوطنية، ولم يقصر الكتابة علي الصحفيين العاملين بها، وكنت أنتظر «أخبار اليوم» كل يوم سبت لقراءة إبداعات الكاتب الراحل الساخر محمود السعدني، مما زاد من قيمة الصحيفة بين قرائها فاستعادت وهجها وألقها حين كانت الصحيفة الشعبية الأولي في مصر في منتصف الأربعينيات من القرن حين أصدرها الكاتبان الكبيران مصطفي وعلي أمين، وبعد ملكية الدولة للصحافة فقدت بريقها في الستينيات ثم استعادته مرة أخري في عهد الأستاذ إبراهيم سعدة.

لم التق الكاتب الكبير إبراهيم سعدة ولكني كنت حريصاً علي قراءة مقالاته كاملة التي تدعمها الحقائق والأسانيد واللغة الصحفية الجذابة، وزاد احترامي للكاتب الكبير حين علمت عنه واقعة لا يعرفها الكثيرون.

لقد حكي لي صديق صحفي كان يتولي منصباً صحفياً كبيراً في إحدي دول الخليج وروي لي هذه الواقعة قبل سنوات من ثورة 25 يناير 2011.. قال صديقي: دأب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كل عام علي دعوة نخبة من الكُتاب والصحفيين المصريين والعرب لمشاركة الإمارات الاحتفاء بعيدها الوطني كل عام، وفي إحدي السنوات وجهت الدعوة إلي رموز الصحافة المصرية وكان بينهم طبعاً إبراهيم نافع وإبراهيم سعدة وكان نجم «نافع» هو الأعلي وقتها باعتباره رئيس مجلسي إدارة وتحرير «الأهرام» جريدة الدولة الرسمية وباعتباره نقيباً للصحفيين، أضاف صديقي: فوجئ الوفد الصحفي المصري في ختام زيارته بمظروف سلم إلى كل منهم بداخله مبلغ مالي، وكان بداخل ظرف إبراهيم سعدة 25 ألف دولار، وفي ظرف إبراهيم نافع 20 ألف دولار فقط، وباقي الوفد 20 ألف دولار لكل منهم، ولما فتح إبراهيم سعدة الظرف الخاص به أغلقه كما هو وسلمه إلي وزير الإعلام الإماراتي وقال له: لا أجد أي معني لهذا المبلغ ولن أقبله ويكفي استضافتكم وتحملكم تكاليف السفر والاقامة، أما إبراهيم نافع فقد استشاط غضباً وطالب بزيادة المبلغ المخصص له إلي 25 ألف دولار أسوة بإبراهيم سعدة وانه لن يسافر إلي مصر إلا بعد حل تلك المشكلة، وقام وزير الاعلام الإماراتي بنقل الرسالتين- «سعدة» و«نافع»- إلي الشيخ زايد الذي أمر بحل المشكلة علي الفور بالاستجابة إلي طلبيهما، حيث زاد مبلغ «نافع» إلي 25 ألف دولار واحتفظ بالظرف المالي الخاص بإبراهيم سعدة، وسافر «نافع» و«سعدة» إلي القاهرة ضمن الوفد، وبعد عام فوجئ إبراهيم سعدة بهدية من زوجة «زايد» الشيخة «فاطمة» إلي زوجته في ذكري الاحتفال بعيد ميلادها وكان ثمن الهدية يفوق المبلغ المالي السابق مرات عديدة حاول «سعدة» رفض قبول الهدية إلا أن مندوب السفارة الإماراتية أصر علي تسليمها قائلاً: لا يحق لك رفض الهدية لأنها ليست لك.. انها من زوجة «زايد» إلي زوجتك وهنا لم يجد بدا من قبولها.

هذه الواقعة تكشف نبل شخصية الكاتب الكبير إبراهيم سعدة وانه أحد الفرسان القلائل للصحافة المصرية وبالتالي يجب التفكير جدياً في السماح بعودته إلي مصر وطنه الأم.

 

 

[email protected]'