رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لله والوطن

 

بهذه العبارة وصورة الأمير محمد بن سلمان التى تنتشر من خلال «بوسترات» ضخمة فى شوارع لندن.. تستقبل العاصمة البريطانية ولى العهد السعودى الذى أصبح رمزاً لما يمكن اعتباره «ثورة اجتماعية إصلاحية» فى المملكة.

< وبهذه="">

يتطلع العالم كله إلى ما يتواتر من أنباء قادمة من المملكة العربية السعودية.. حول تغييرات مذهلة ـ بمعايير المجتمع السعودى  يجريها ولى العهد الشاب.. وفقا لأسلوب أو «نظرية العلاج بالصدمة».. الذى تختلف وتتباين الآراء حول إمكانية نجاحه فى تحقيق ما يسعى إليه الأمير الذى يشق طريقه نحو عرش المملكة من «إعادة هندسة» للبناء الاجتماعى السعودى وصولاً إلى ما يمكن اعتباره «قاعدة وطنية مدنية منفتحة» تؤسس لحكمه القادم.

< فى="" زيارته="">

حرص ولى العهد السعودى.. على توجيه رسالة بهذا المضمون إلى العالم كله.. وبشكل خاص إلى دول المحطات الأوروبية التى سيتوجه إليها فى جولته الحالية.. وأولاها بريطانيا.. فرأيناه يحرص على زيارة الأوبرا ويحضر عرضاً مسرحياً.. بمشاركة ممثلين من الجنسين.. لا يخلو من انتقادات سياسية للشخصية العربية وعلاقتها بالمجتمع والسلطة.. ومن قبلها يقوم بزيارة استثنائية إلى «المقر البابوى» ويوجه الدعوة إلى الأنبا تواضروس لزيارة المملكة.. وبالطبع تم التقاط الصور له داخل الكنيسة.. ونشرتها الصحف السعودية كلها فى صدر صفحاتها الأولى.. وهذا حدث جلل لو تعلمون.. وفريد!

< ليس="">

أن صحفاً مصرية فى عهود سعودية سابقة.. كانت تتعرض لنزع صفحاتها الأولى قبل طرحها فى الأسواق.. فى إجراء رقابى معروف باسم «الفسخ» إذا ما احتوت هذه الصفحات على صور تحمل رموزا مسيحية.. كالصلبان بشكل خاص.. كما أن هناك تعليمات دائماً كان يتم إرسالها إلى الصحف السعودية بحظر استخدام مثل هذه الصور فى التقارير والأخبار المنقولة من وكالات الأنباء.

من هنا.. نرى أن لقاء الأمير محمد بن سلمان مع البابا تواضروس كان مقصوداً به توجيه رسالة مباشرة.. حول سياسة الانفتاح الفكرى والسياسى والثقافى والتغييرات الاجتماعية الجذرية التى يقودها ولى العهد.

ولا شك.. أن هذه المهمة التى اتخذها الأمير الشاب على عاتقه ليست سهلة فى مجتمع كالمجتمع السعودى بتركيبته العقائدية والمذهبية وبتراثه الثقافى المغرق فى «الجمود» و«المقاومة لكل ما هو مستحدث أو خارج عن الأعراف».. وهو ما دفع بعض المراقبين «فى الخارج» الى إثارة الشكوك حول مدى إمكانية نجاح هذا التغيير المنشود.

< غير="">

نرى أن هذه الشكوك ليست فى محلها.. بدليل ما يتوفر من شواهد لترحيب المجتمع السعودى وتأييده لما يتحقق من تغييرات بنجاح ملحوظ.. وفى تقديرنا أن «كلمة السر» فى هذا النجاح هى إجراءات ملاحقة الفساد «الجريئة» التى أقدمت عليها سلطات المملكة.. فقديماً كان الحديث عن «فساد أمراء» أو مسئولين فى الدولة يمثل «التابو الأعظم» المحظور تماماً الاقتراب منه.. فإذا بالشعب السعودى يستفيق بين ليلة وضحاها على أخبار أمراء يتم حبسهم والتحقيق معهم ونقل ثروات لهم إلى خزائن الدولة.. وملاحقتهم بتهم التكسب والفساد.. وهو ما أكسب سياسات محمد بن سلمان مصداقية وزخماً شعبياً يؤكدان أنه سينجح حتماً فى أن «يجلب التغيير» الذى صار شعاراً ومنهج عمل حقيقياً لولايته القادمة. 

 

منطقة المرفقات