رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

آفة الصحافة

تساءلت الأسبوع الماضى عن متى وكيف تكتشف أوروبا خطر الإخوان المسلمين ؟ وما هو دور البعثات الدبلوماسية العربية فى أوروبا فى توضيح هذا الخطر ؟!  . . من خلال مُتابعتى لمُختلف وسائل الاعلام وإطلاعى على كثير من تقارير المؤسسات الأمنية يُمكننى تأكيد ان الادارات السياسية الأوروبية تُدرك جيداً خطر تنظيم الاخوان المسلمين فى بلادها ، لكنها تتذرع وتختبئ وراء معنى كاذب يتمثل فى ان ذلك التنظيم هو سياسى بخلفية دينية على غرار الأحزاب الديمقراطية المسيحية فى أوروبا ، وقيادات جماعات الاخوان بدورها تدعم تلك الفكرة خاصة لدى كُتاب الرأى المؤثرين فى الاعلام والرأى العام الأوروبى ، ومُعظم الأطراف تمارس اللعبة فى توزيع الأدوار.

حكومات أوروبا تحتضن قيادات تنظيم الاخوان وأتباعه على أراضيها ، وتدخرهم أوراق ضغط قد تصل الى حد ابتزاز دول عربية واسلامية عند الضرورة ، لتحقيق مصالح بعينها ، وتعقد صفقات سياسية متنوعة مع الاخوان ، فى ذات الوقت يجنح بعض عناصر الاخوان من الصفوف المتدنية الى ارتكاب اعمال ارهابية وعمل تفجيرات ، لكن على الرغم من وقوع ضحايا بشرية من قتلى وجرحى وإحداث خسائر مادية ، الا ان اوروبا " الرسمية " تتغاضى وترى ان الثمن الأكبر يكمن فى المصالح السياسية السرية .

واستدل على الصمت الحكومى الأوروبى المُتعمد بذكر ان الأراضى الأوروبية شهدت هجمات دامية منذ بداية الألفية ، ففي 11 مارس عام 2004 وقعت تفجيرات مدريد ، وهي سلسلة من التفجيرات التي استهدفت خطوط السكك الحديدية في العاصمة الأسبانية، وأسفرت عن سقوط 191 قتيلا و1755 مُصابا ، وتم توجيه الاتهام لخلية تستلهم أفكار تنظيم القاعدة ، وثبت فيما بعد ان تلك الخلية تابع لحركة الاخوان المسلمين .

وبهذا الحادث الاجرامى فى بداية عام 2004 وحتى شهر أغسطس العام الماضى 2017 وقعت عمليات تفجيرات راح ضحيتها من الأوروبيين 3876 بين قتيل وجريح وفق الأعداد الرسمية المُعلنة ، وهناك تقديرات أخرى تؤكد ان حقيقة أعداد الضحايا تفوق عشرة أضعاف ما تعلنه الجهات الرسمية ؟! .

وعلى الرغم من تفاقم اعداد الضحايا من قتلى وجرحى ، واعترافات معظم مرتكبى العمليات الارهابية بإنتماءاتهم الأصلية للاخوان المسلمين ، الا ان أوروبا لم تتخذ أى نوع من الاجراءات الأمنية الحاسمة ، فلم تدرج مثلاً جماعة الاخوان المسلمين على قائمة المنظمات الارهابية ، ولم تقم أجهزتها الأمنية التى تملك تقارير ومعلومات تفصيلية بطلب ترحيل عناصر الاخوان خارج بلادهم ، والمُثير للدهشة انه حتى كتابة هذه المقالة فإن اوروبا تمنح حق لجوء عناصر من الاخوان لأراضيها وتوفر لهم الاقامة والحماية.

حينما تساءلت الأسبوع الماضى عن متى تكتشف أوروبا خطر الإخوان المسلمين كنت ولازلت أقصد بشكل مُباشر أنها – أوروبا – تعرفهم جيداً ، وهى تعرف أيضاً جيداً كيف تحاصرهم وتبعدهم ، لكن من الواضح انها لا تريد حتى الآن .

 أما عن دور البعثات الدبلوماسية العربية فى أوروبا فى توضيح خطر الاخوان وتعرية أهدافهم الحقيقية ، ومواجهة الحكومات الأوروبية بالحقائق فهذا الموضوع سأتناوله الأسبوع المُقبل ان شاء الله .

[email protected]