رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

كلام

انتفضت وزارة التموين، وخرج قياداتها ومستشارها، والمتحدث الرسمى باسمها ينفون نيَّة الوزارة التحول من الدعم السلعى إلى الدعم النقدى. وهذا النفي الذى أفردت له جميع وسائل الإعلام التليفزيونية والإلكترونية والصحفية، جاء بعد يوم واحد من تصريحات منسوبة للوزير الدكتور على المصيلحى، يُشير فيها إلى خطة للتحول إلى الدعم النقدى يتم دراستها. وهذا النفي قد أظهر تخبطًا وارتباكًا، ربَّما لأنَّ قضية الدعم، خاصة دعم الخبز والسلع التموينية قضية خطيرة، وهى رغم خطورتها، فإنَّ دولًا كثيرة قد سبقتنا فى تحويله إلى دعم مادى؛ لضمان وصوله للمستحقين، دون رميهم فريسة بين أنياب التجار وأصحاب المخابز. وأنصح وزير التموين الدكتور على المصيلحى بأنْ يدرس فورًا تحويل الدعم التموينى للسلع والخبز إلى دعم نقدى يُضاف إلى بطاقات ائتمان تموينية، تسمح لأصحابها بشراء أى سلعة، ومن أى مكان. هذا الإجراء لو تم سيقضى على جشع جماعات الضغط والجشع والاستغلال والفساد، من أصحاب المخابز وبقالى التموين، وسيسمح بالتنافس فى السوق، وسيقضى على السلع الرديئة والخبز السييء. أعطوا ثمن رغيف الخبز، وثمن السلع التموينية للمستحقين، بعد أنْ تم إعداد قاعدة بياناتهم، واتركوهم يشتروا حاجاتهم وفقًا لاحتياجاتهم من أى مكان وبالسعر المُنافس. اسمحوا للراغبين فى تشغيل المخابز لإنتاج الخبز بدون دعم، وبدون مشاكل، وبدون سرقة. اسمحوا للراغبين فى تطوير محلات البقالة لتكون منافذ لبيع السلع غير المُدعمة، بدلًا من مشاكل التموين اليومية.. ففى مصر  حوالى21 مليون بطاقة تموينية، تخدم أكثر مِنْ 70 مليون فرد، حصتهم من الدعم السلعى ودعم الخبز تتجاوز 69 مليار جنيه.. ومادام عدد المستحقين، ورقم الدَّعم كبير جدًا وبهذه الصورة، فإنِّ الاهتمام ضرورة، واتخاذ قرار حاسم وقوى بتحرير سوق التموين والخبز، لتحكمه المُنافسة، بات أمرًا مُلِحًّا.. أمامك يا وزير التموين مجلس النواب، أحسِن العرض عليه، واكشف تلاعب المتلاعبين، وفساد الفاسدين، وسرقات السارقين، وستجد دعمًا قويًا من الشعب ونوابه. أحسن عرض مزايا تحويل الدعم إلى مبالغ نقدية فى بطاقات ائتمانية، يشترى صاحبها العيش والسلع من أى مكان وبالجودة العالية، أو يسحب قيمة الدعم نقدًا من أى ماكينة صراف آلى أو أي مكتب بريد.. لا تخشَ على منصبك، ولا تخشَ إلغاء وزارتك، فإن بقاءها سيكون ضروريًا لتنظيم السوق ورقابته.. طمئن المستحقين أنَّ قيمة الدعم ستُراجع سنويًا، وستزداد قيمته مع زيادة أسعار السلع، أو زيادة نسبة التضخم.

ذَكِّر الشعب أنَّ مئات منهم قد ماتوا فى زحام المُحتشدين فى طوابير العيش وطوابير البوتاجاز.. ذَكِّرنا بأنَّ أرواح هؤلاء تلعن كُل مَنْ يتراخى أو يتوانى أو يستهتر بحق الشعب فى أن يصل إليه دعمه، دون وسطاء فاسدين، جشعين، لصوص، فشلت كل الجهود فى وقف فسادهم وجشعهم وسرقتهم، وآن الأوان لمواجهة الفساد.

يا دكتور علي أنت صديق عزيز، وما أنصحك به نابع من حرصى على المصلحة العامة، ورغبة مِنّى أنْ تُحقِق فى وزارتك ما خاف كل من سبقوك أنْ يحققوه أو يواجهوه.

[email protected]