عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فين؟

 

 

هل كان الشبشب والحزام وسيلة تربية وتعليم فى الأسرة المصرية، وحين اختفى الشبشب والحزام، لم يعد هناك تعليم ولا تربية، سواء فى البيت أو المدرسة؟.. الآن لم يعد المدرس يحمل عصا ولا مسطرة.. الأسرة أيضاً لا تضرب أبناءها.. الأطفال الآن يرفضون الضرب، يقولون «مفيش ضرب».. إللى نزعل منه نقوله «إنت نوووتى».. معناه لا ضرب ولا شبشب.. «كان زمان»!

فلم أشعر بالدهشة حين قالت الفنانة رانيا يوسف مع «أبلة فاهيتا» «كنت بنضرب بالشبشب وبالحزام والشماعة، بس مش كتير»..ومع أنها عاشت فى مصر الجديدة، إلا أن أصولها كانت من طنطا.. الأسرة المصرية تعرف هذه الطقوس.. خاصة فى الأسر ذات الأصول الريفية.. ولا تتعجب أن الأم حين تذاكر لأطفالها تحمل الشبشب فى يدها، أو تضعه بجانبها «مباشرة»!

وليست رانيا يوسف أول من أعلن حكاية الضرب بالشبشب، لكنها ربما أول من أعلنت ذلك فى الفضائيات.. أنا شخصياً سألت بنت رئيس سابق، عن علاقتها بماما وبابا.. ثم تطرقنا بالطبع إلى لحظة المذاكرة.. وقالت بكل بساطة إن ماما كانت بتضربها بالشبشب.. ولاحظ أن ماما كانت حرم رئيس وسيدة أولى.. وكان الكلام فى وجود الأم ولم تنكر ابداً.. وضحكنا.. إنها «طقوس مصرية»!

وأحد المحافظين من الإخوان، قالها على الملأ إن الضرب كان سبباً فى تفوقه، وإن المدارس حين توقفت عن الضرب توقفت عن التعليم.. وليست هذه دعوة لعودة الضرب بالشبشب فى البيت المصرى، أو عودة الضرب بالكرباج السودانى فى المدارس، إطلاقاً.. هى دعوة لعودة التعليم.. فالطلاب الآن لا يذهبون إلى المدارس، والمدارس لا ترسل حتى طلب حضور لأولياء الأمور!

صحيح أننى لم أضرب مثلاً فى البيت ولا المدرسة، وكنت أشعر بالغضب لضرب زملائى فى المدرسة الابتدائى.. لكن كان المدرس يقول «العبد يقرع بالعصا والحر تكفيه الإشارة».. وكان أستاذ اللغة العربية يأتى مبكراً قبل بداية اليوم الدراسى بساعة ثم يعطينا حصة مجانية لوجه الله.. وكان يؤمن بالثواب والعقاب.. وذات يوم أعطانى «تعريفة»، وكان يمكن أن توفر له وجبة إفطار!

وبالتأكيد أى إدارة فى العالم تعتمد على مبدأ الثواب والعقاب.. العقاب ليس شرطاً أن يكون بالضرب.. ممكن أن تكون العقوبة معنوية بالحرمان من المصروف أو الفسحة.. لكن الجيل الجديد لم يعد يهتم بأى شيء.. فلم يعد يذهب إلى المدارس.. والناظر لا يعاقبه.. والمدرس لا يضربه.. والإدارة لا تحرر ضده محضر غياب وتستدعى ولى الأمر.. ثم نذهب إلى «التعليم الموازى» فى السناتر!

وأخيراً لا أدعو إلى ضرب الشبشب، ولكن أدعو لتعليم جاد بلا ضرب.. أدعو لإدارة حاسمة.. كلمة «نوووتى بيبى» لا تكفى.. بعض الأطفال يقولك «أنا نوووتى» فماذا تفعل؟.. لو حرمته المصروف يبكى وينكد عليك.. الآن الطقوس تغيرت من الشبشب إلى «نوووتى»، فهل يعود التعليم؟!