رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

وعنوان المقال هو عنوان لمؤلف فى غاية الأهمية للكاتب المرموق عظيم العبارة قوى الدلالة ذائع الصيت فى عصره وكل العصور طيب الذكر صاحب المؤلف «من هنا نبدأ» خالد محمد خالد، حيث عدت هذه الأيام لتصفح صفحاته وأعايش ما قاله بأسلوبه العربى الفصيح كأنغام علوية وهو فى رحلته السماوية فى دوحة عظيمة الثمار مخضرة الأوراق مع صحبة خالدة مع نبى الإنسانية ومبعوث العناية الإلهية للعالم أجمعين محمد بن عبدالله، ذلك اليتيم الخالد صاحب الرسالة فى الحب والرحمة المهداة، وعايشه فكراً وحباً وتقديراً وانحناء لعظمة رسالته «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين بشيراً ونذيراً».

عايشناه فكراً وحباً وتقديراً وهو يصطحب النبى فى طفولته وشبابه والكلمات الأولى لدعوته فى «بيت الأرقم بن أبى الأرقم» وهو يمتثل لقول ربه المتعال: «وأنذر عشيرتك الأقربين» ومنها خرج بالدعوة من «الإقليمية إلى العالمية» وكيف كانت رسالته حباً ورحمة وعطفاً وحناناً وإنسانية: «فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك» عايشناه من المهد إلى المجد وإلى الخلود، وإلى أن نشرت دعوته صوب العالمية كشعاع شمس ملأ الكون إنسانية ورحمة ورسماً أميناً كريماً لممشاة البشرية على طريق مستقيم طريق الهداية نحو أفق عظيم الشأن فى الحياة وفى الممات.

<>

عايشناه - إذن - فى رسالته التى كافح وجاهد وانتصر ليقلب شبه الجزيرة العربية من حياة الظلم والظلام، من حياة الإفك والضلال إلى النور يمشى فى وسط ظلمات الجاهلية ليكون ما قال به فعلاً وتقريراً صوب عبادة الواحد الأحد، فتحطمت مع دعوته كل صور الوثنية وتهدمت الأصنام وانتصرت الدعوة المحمدية بانتصار الفعل والإدراك السليم.

ونظرة الآن صوب العالم كله، شرقه وغربه، بحره وجباله وسهوله والأخضر فيه واليابس عانق الفكر المحمدى الآتى إليه من السماء هداية للبشر جميعاً، وكان النور الذى أنار الكون: حباً وحناناً ورحمة وإنسانية، هى إذن ملامح مولد نبى الهدى والنور والإيمان.

<>

يوم ولد نبى الهدى، ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم السماء تبسم وثناء.. ومع مولد النور كان مولد المسيح عليه السلام نبى الرحمة المهداة، نبى الإنسانية نبى العالمية إلى البشرية أجمعين، المسيح كلمة الله إلى سكان الأرض وانتشرت عبر السماء والأرض، حروف تلك الكلمة عبر أطياف الوجود: الله محبة.. وصدق القائل.

الدين للديان جل جلاله

لو شاء ربك وحد الأديانا

والشىء بالشىء يذكر فى تلك الليلة الحسناء من ليالى الوجود السعيد، والكل يحتفل بذكرى الحب فى ليلة الفرح والعرس العام، فى ظل الكنيسة اجتمع المسلم جنباً إلى جنب مع أخيه المسيحى، دوماً وإلى الأبد وتعالوا نكرر ما قاله الحكماء فى كل زمن وأوان:

متضامنون على الجهاد فما ترى

إلا مسيحياً يؤازر مسلما

هش المقدس للمؤذن داعياً

وحنى الهلال على الصليب وسلما

نعم لقاء أبدى، لقاء «الهلال مع الصليب» فى عناق أبدى لا انفصام له «أبد الآبدين ودهر الداهرين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين».

<>

هل من حقى أن أقول قولاً من كل وجدان بشرى تعطره كلمات المسيح عبر كل الأجيال وأقول إن «القرآن الكريم» المنزل آيات بينات على قلب نبى المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم أكبر وقدّر المسيح ومريم البتول، ومهما كتب الكتاب وقال الخطباء وأبدع الفلاسفة فى وصف الوليد كلمة الله ومريم العذراء ما وصلوا إلى ما كرم به القرآن من تبجيل وتكريم لهما الأم والوليد الخالد، تعالوا نقرأ آيات بينات من سورة سميت باسمها «سورة مريم»

<>

«واذكر فى الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً شرقياً ما اتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشراً سوياً، قالت إنى أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيا قالت أنى يكون لى غلام ولم يمسسنى بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو علىَّ هين ولنجعله آية للناس ورحمة منا وكان أمراً مقضياً».

وماذا قال الطفل الرضيع الذى تكلم فى المهد، وكانت كلماته الأولى فى سمع الزمان:

«قال إنى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبيا وجعلنى مباركاً أينما كنت وأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبراً بوالدتى ولم يجعلنى جباراً شقيا والسلام علىَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أُبعث حيا».. من هو ذلك الطفل الذى هز عرش الطغيان كله وهو فى المهد صبيا يقول بلغة القرآن: «ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذى فيه يمترون».

هذا هو نبى الله عيسى عليه السلام الرحمة والنور وقولة الحق فى سمع الزمان، ومن حقنا أن نكرمه فى يوم مولده ونناجيه، وها نحن اليوم نستظل بظلال محمدية وبجانبه ومعه على ذات الطريق، طريق الحب والخير والرحمة والسلام نبى الله عيسى.

<>

فقد طال شوقنا إلى احتفالات فى يوم مولد النبى محمد، وفى مولد النبى عيسى عليهما الصلاة والسلام، شوقاً ممتداً العمر كله.. وتجمع يوم المولد الأنبياء، موسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة والسلام..

ولد محمد والكائنات ضياء..

كل الموالد ذقن فى حملهن وجعا

وآمنة لم تلق فى حملها الوجعا

ورأينا مولد المسيح عليه السلام

ونتذكر مولد موسى وأمه وجبروت الفرعون.. وكانت النجاة للبشرية جميعاً، حقاً:

طال الصدى بالوامق المشتاق

فاملأ فؤادى بالتقى يا ساقي

إنى عشقت طلاك منذ فجر الصبي

وسرى الهوى مسرى دم الدفاق

فكأن موسى تجدد سحره

أو أن عيسى فى الشريعة باقي

النور.. النور.. الحب.. الحب يا أتباع محمد وأتباع المسيح..

وإلى لقاء تحت ظل عدالة

قدسية الأحكام والميزان

الدكتور محمود السقا