رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

 

سيناء أرض الله.. كانت ضحية الإهمال من جانب الرئيس المخلوع حسني مبارك وحكوماته المتعاقبة. في عهده توقف العمل في ترعة السلام وكانت تكلفتها 112 مليون جنيه فقط وحصل من أجل حفرها علي معونات من ثلاث دول عربية. وهي كانت إحدي أفكار الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1979 وتهدف الي تنمية سيناء من خلال استصلاح الأراضي وخلق الارتباط بين البدو الرحل بالأرض وزراعتها, بالإضافة الي تغيير التركيبة السكانية وتشجيع أبناء الوادي للانتقال إليها واستعمارها ويكونوا خط الدفاع عنها وقت اللزوم.. في عهد مبارك توقف العمل في انشاء خط السكك الحديدية بعد أن أنفقت عليه حكومة الجنزوري 700 مليون جنيه بأوامر من الولايات المتحدة نقلاً عن مصدر وثيق الصلة بالدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء آنذاك وتصريحات اللواء محمد أبو شوشة محافظ شمال سيناء الأسبق أمام اللجنة الاقتصادية بمجلس الشعب.. في عهد مبارك زرت سيناء شمالاً وجنوباً ضمن جولة قامت بها لجنة الثقافة والسياحة والإعلام بمجلس الشعب وكانت شكوى الأهالي من عدم وصول الإرسال الإذاعي والتليفزيوني وإنهم يتابعون أحداث العالم من خلال التليفزيون الإسرائيلي وكان الجنود الإسرائيليون يتسللون إلي منطقة وسط سيناء للتدريب ثم يرجعون آمنين الي حيث جاءوا طبقا لما ذكره الأهالي لأعضاء اللجنة.. في عهد الرئيس مبارك ظل نفق الشهيد أحمد حمدى الذي أنشأه السادات هو الرابط الوحيد بين سيناء والوادى ولم يفكر طيلة ثلاثين عاما في إنشاء أنفاق أخري.. في عهد الرئيس مبارك كان 23 % فقط من أطفال سيناء يذهبون إلي المدارس وهي أقل النسب علي مستوى الجمهورية نظراً لنقص عدد المدارس ووجودها في مناطق نائية، حيث كان علي الطفل أن يسير عشرة كيلو مترات للذهاب إلي المدرسة ويمشي مثلها في طريق العودة بالإضافة الي عدم استطاعة أهالي الأطفال البدو تحمل مصاريف الدراسة.. أهالي سيناء في عهد مبارك كانوا يعانون من صعوبة الحصول علي مياه الشرب وسوء أنظمة الصرف، ما عرضهم إلي أمراض تنتقل عن طريق المياه وأخرى تضر بالجهاز التنفسي.. أهالي سيناء في عهد مبارك كانوا يعانون من سوء تغذية خطير وأوضحت دراسات برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ومعهد التغذية القومي وجامعة قناة السويس أن أطفال البدو في الشريحة العمرية بين عامين وخمسة أعوام يعانون من أمراض سوء التغذية، حيث يعاني 39.5 % منهم من توقف النمو و18.8 % من الهزال و38.5 % من نقص الوزن. وبلغت نسبة انتشار فقر الدم بين السيدات 90% وبين الأطفال قبل سن الخامسة نحو 98 %.. أطفال سيناء انتشرت بينهم حالات الكساح والالتهاب الكبدى (أ) والطفح الجلدى والاعاقات السمعية وآلام المعدة والإسهال والبرد. وعقدت حكومات مبارك مع برنامج الغذاء العالمي اتفاقية عام 1986 للحصول علي معونات بملايين الدولارات لتوطين البدو وتغذيتهم وإقامة القرى والمشروعات الصغيرة علي ثلاث مراحل تنتهي عام 2006 وتم مدها لعام 2007. فهل تحسنت أحوال سيناء وأهلها.. هل اخضرّت أراضيها وارتوت بمياه ترعة السلام.. الحال يُغني عن السؤال وإقامة الفنادق والشاليهات في مدينة شرم الشيخ لا يمكن أن تكون نمطاً وحيداً للتنمية لأنها لا تحقق الغرض المطلوب وهو ربط المواطن بالأرض. وعندما يستوعب الرئيس السيسي الدرس ويستشعر مكامن الخطر ومصدر البلاء ويحقق ما عجز عنه سلفه بإقامة الأنفاق والمجتمعات العمرانية والكبارى والمشروعات الاستثمارية بمساعدة الاتحاد العام لجمعيات المستثمرين فإنه يستحق منا الشكر، لأن تنمية سيناء وربطها بالوادي يحفظها ويصونها ويحقق الأمن القومي ويضمن انتقال القوات المسلحة إليها بسهولة وقت اللزوم.. إهمال سيناء في عهد مبارك جعلها مطمعاً للجيران والأعداء ضمن صفقة القرن.. سيادة الرئيس السيسي شكراً.