رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لى

وزير التربية والتعليم رجل نشيط استطاع فى مدة وجيزة أن يضع حلولاً جذرية لمشكلات التعليم فى مصر من وجهة نظره، وقد كتبت فى الأسبوع الماضى عن أهمية المرحلة الابتدائية، واليوم سأناقش ما صرح به حول الثانوية العامة وأن الامتحانات من السنة الأولى ستصبح بالأسلوب التراكمى ولن تكون مركزية آخر العام فقط بل شهرية فى كل مدرسة على حدة وستصحح الامتحانات خارج المدرسة بشفافية كاملة، وإن ذلك سيمنع الدروس الخصوصية.

وقد قال الوزير فى أكثر من حديث إنه اطلع على نظم التعليم فى كثير من البلدان  الأوروبية والآسيوية والعربية، حتى إنه اضطلع على تجربة الأردن والسعودية!، وأنه أيضاً عاش مدة خارج مصر ويعرف الطرق الحديثة فى التعليم.

والحقيقة أن هذا الكلام لطيف، ولكن يبدو أن الوزير لم يتعرف جيداً على الشعب المصرى وطريقة تعامله هذه الأيام فى كثير من القضايا، ويبدو أيضاً أنه لا يعرف طبيعة الحكومة المصرية ذاتها ونظام العمل فيها ولا يعرف كذلك مدرسين وأساتذة الوزارة أنفسهم، فالصورة التى رسمها مشرقة ولكن كيف ستنفذ؟.. كيف ستوضع الامتحانات شهرية فى الوزارة وتوزع على مدرسة مدرسة فى جميع أنحاء مصر هل باليدوى واللا بالنت، ولو كانت يدوياً هل ستكون بالطائرة وإلا بالقطار وإلا بالعربات؟.. وإذا استغنينا عن وسائل المواصلات التقليدية وكانت الوسيلة هى النت وهى الأوقع والأصلح طبعاً فى هذه الحالة هل كل المدارس لديها أجهزة كمبيوتر صالحة للاستعمال وتستعمل فعلاً؟.. وهل كل المناطق فيها كهرباء متوافرة طوال اليوم؟.. وإذا جاء الامتحان الشهرى من الوزارة من سيكون المراقبون يا ترى؟.. هل سيكونون من الخارج مثل الامتحانات؟.. أم سيكونون نفس مدرسين المدرسة؟.. وإذا كان من الخارج وهو الحل الأمثل هل لديه العدد الذى يستطيع التنقل كل شهر فى كل مدارس مصر؟.. وإذا كان فى المدرسة هل يضمن أن المدارس لن تدخل فى سباق من سيكون أولاده الأنجح والأكثر تفوقاً؟.. وبذلك ينتشر الغش؟.. وهل فعلاً هذه الأفكار ستمنع الدروس الخصوصية؟.. إن كلمة التقييم التراكمى من أولى ثانوى ستكون كلمة السر لحجز المدرسين بعد الإعدادية مباشرة.. كنت أتصور أن يقيم الوزير التجارب السابقة خاصة تجربة الوزير الدكتور حسين كامل بهاء الدين الذى بشر الآباء والأمهات بعصر انتهاء الدروس الخصوصية وإن الثانوية العامة ستكون على سنتين وفرح الشعب المصرى وهلل الطلبة ودخلوا فى دوامة التحسين وحصلوا على مجاميع خزعبلية ثم بدأت الشكوى المرة من الدروس والهم الشديد الذى حدث للبيت المصرى.. وظل الأهالى يطالبون بإلغائها حتى تم إلغاؤها فى عهد مجلس شعب الإخوان المسلمين.

وأتمنى لو يبدأ الوزير بتطوير المناهج وتدريب المدرسين وتظل الثانوية العامة سنة واحدة حتى يخرج المجتمع من عنق زجاجة الفساد وخراب الذمة وحتى يصبح فى الحكومة المصرية نظام عمل فيه ثواب وعقاب للجميع دون تمييز.. اللهم بلغت.