عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مجرد كلام

فى تصعيد جديد لأزمة حلايب، كشفت أمس إحدى الصحف السودانية أن الخرطوم أرسلت خطابًا للأمم المتحدة ترفض فيه اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، لأنها تتعدى على حقوق السودان  داخل مثلث«حلايب المحتل»، كما أشار الخطاب  إلى شكاوى السودان المستمرة من الاعتداءات المصرية على حلايب منذ عام 1985 وحتى الآن!

من حق السودان طبعا أن يشكو من يشاء لمن يشاء، ولكن هل هناك حقوق فعلية للسودان فى مثلث حلايب ؟ وهل مصر تحتل المثلث باعتباره أراضي سودانية ؟ وهل ستظل هذه القضية تثير الخلافات بين البلدين إلى الأبد بدون أن تجد حلا يرضى الطرفين ؟

يستند الأشقاء فى السودان فى مطالبتهم بحلايب إلى  قرار وقعته بريطانيا عام 1902 مع الحكومة المصرية يقضى بنقل المنطقة للإدارة السودانية لحل مشاكل قبائل البشاريين الذين يتنقلون عبر حدود البلدين، وأن مصر منذ ذلك التاريخ وحتى عام 1958 لم تعترض على هذه الإدارة السودانية  ، وأن على مصر ألا تخالف مواثيق منظمة الوحدة  الإفريقية باحترام الحدود التى رسمها الاستعمار بين دول القارة.

لكن ما يتجاهله إخوتنا فى السودان أن اتفاقية عام 1899 حددت خط عرض 22 لترسيم الحدود بين البلدين، وهو ما يعنى ان حلايب وشلاتين تقع ضمن الحدود المصرية، كما تجاهلوا أيضا أن هناك خطوطًا واضحة تماما تفصل بين الحيازة والملكية، وأن مصر وافقت على إدارة السودان للمثلث نظرا للعلاقة الخاصة آنذاك التى كانت تربط بينهما، حيث كان السودان فى هذه الفترة « إقليما » من وجهة نظر الواقع الفعلى والقانون الدولى، ولم يكن دولة ذات سيادة على أراضيه، بل كان هو ومصر بلدًا واحدًا.

ومع ذلك، فإن معظم المسئولين السودانيين يصرون على تجاهل كل هذه الحقائق الدامغة التى تؤكد مصرية المثلث، ويطالبون القاهرة بالتفاوض لحل الأزمة أو اللجوء للتحكيم  ، ويبررون رفض مصر لهذين المطلبين بسبب ضعف موقفها وخشيتها من فقدان المنطقة وعودتها للسودان!!

ما لا يدرك خطورته هؤلاء المسئولون أنهم أول من سيحترق  بالنار التى يشعلونها لتصعيد أزمة حلايب، لأنهم بذلك يساهمون - بانتهازية سياسية واضحة – فى دعم تيار سودانى متنامٍ  يرفض كل مكوناته العربية التى امتزجت بمكوناته الأفريقية عبر أحقاب تاريخية طويلة، وأن السودانيين ليسوا عربًا إطلاقا ولكنهم أفارقة فقط، وانه آن الأوان للانسحاب من جامعة الدول العربية، وهو ما يهدد بانهيار كل المنظومة الفكرية والسياسية بل وأساس الشرعية التى يحكم هؤلاء المسئولون السودان بمقتضاها  !

المؤكد أن النهاية السعيدة لحلايب وشلاتين ترتبط ارتباطًا عضويًا بإقامة نظام ديمقراطى فى شطرى الوادى، ينهى استغلال حكام الخرطوم  للمثلث  لتحقيق شعبية زائفة، ويجعله نقطة تلاقٍ بين البلدين لا بؤرة خلافات ومشاحنات!