رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فين؟

 

 

أروع ما يمكن أن تسمعه هذه الأيام، تعانقُ اجراس الكنائس مع صوت الأذان فى المساجد.. سمعته منذ أيام فى احتفالية دوار الفكر والثقافة فى مؤسسة 57.. كان موضوع الاحتفالية هو المولد والميلاد.. مولد الرحمة وميلاد المحبة.. وكان المشايخ والقساوسة يتكلمون عن التسامح والسلام والمحبة.. ثم انطلق كورال الأطفال بترنيمة «بارك بلادى».. ولن تجد هذا «التعانق» إلا فى مصر.. الأزهر والكنيسة!

نحن الآن فى موسم الأعياد.. تفتح الكنائس أبوابها.. يصلى أشقاؤنا ليحفظ الله الوطن.. يحرسهم إخوانهم المسلمون اثناء الصلاة.. هذه هى مصر.. وقد تجلت هذه المعانى فى 25 يناير.. ففى ميدان التحرير كان إذا أذن المؤذن، قام المسلمون للصلاة، وكان إخوانهم المسيحيون يصبون لهم ماء الوضوء.. هذه هى ثوابتنا الأزهر والكنيسة والجيش والشرطة.. إنها «أعمدة الوطن» على امتداد الزمن!

فالمصريون يعرفون أنهم أقباط.. ويعرفون أن كلمة قبط تعنى مصريين.. لا يفرق بينهم احد.. هذا قبطى مسلم، وهذا قبطى مسيحى.. لم ينخدع أحد بأى مؤامرات على مدى التاريخ.. فلم تنجح دعاوى الفتنة منذ قديم الزمان.. خرجوا معًا فى كل الحروب لصد الغزاة.. وخرجوا معا ًفى الثورات من أول ثورة 19 حتى ثورة 30 يونيو، مرورًا بثورة 52، و25 يناير.. شعب واحد فى وطن واحد بلا تمييز!

فهذه دعوة مبكرة لأجهزة الأمن أن تأخذ كافة الاحتياطات اللازمة لتأمين الكنائس اثناء الصلاة.. نريد أن تمر الأعياد بسلام.. لا تنسوا أن هناك حالة تربص لإفساد فرحتنا بالأعياد.. لا تنسوا انهم طالما عكروا مناسباتنا بسقوط الأبرياء، حتى تكون فتنة.. فهل استعدت الأجهزة الأمنية؟.. هل أعلنت حالة الطوارئ؟.. هل تفتح عيونها لكل شاردة وواردة؟.. فلا يكفى أن تكون موجودة.. الأهم أن تكون يقظة!

أعرف أن مديريات الأمن قد انتهت من وضع بنود خطة أمنية محكمة للحفاظ على الأمن والنظام، خلال تأمين احتفالات عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، وأعرف أنه تم الاستعانة بالبوابات الإلكترونية للكشف عن المفرقعات.. وأعرف أن الكتائب قد استلمت خطة سيرها خلال الاحتفالات.. الأهم أن توضع الخطة موضع التنفيذ الصارم.. والأهم أيضًا أن تكون القيادات فى الشوارع، لا فى المكاتب!

ولا اذيع سرًا إذا قلت إن جماعات الشر أيضًا قد وضعت خطة لزعزعة الاستقرار خلال احتفالات عيد الميلاد.. فهذا شيء طبيعى.. وقد نجحت الأجهزة فى إحباط بعض هذه المخططات.. لكن مؤكد هناك غيرهم يحاولون.. ولا اقول هذا لإثارة الخوف أو القلق أبدًا.. فلابد أننا نعى ذلك.. وبالتالى لابد أن نستعد لإحباطها قبل تنفيذ مخططاتها الإجرامية.. وإذا نجحنا فى «المواجهة» بقوة، ستمر أعيادنا بسلام!

وبعد، فهذه تهنئة قلبية لأشقائنا.. فكل عام وأنتم بخير، وأجراس الكنائس تتعانق مع صوت الأذان.. كل عام وأنتم تصلون من أجل الوطن.. «بارك بلادى».. وسيبارك الله مصر ما دام فيها، أمثال د. نبيل ثابت بولس، وهو يبدأ كلمته فى دوار 57 بـ«بسم الله الرحمن الرحيم»، ويختمها بـ«السلام عليكم ورحمة الله»!