رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

 

 

مجزرة مسجد الروضة بشمال سيناء أوجعت قلوب المصريين وأرهقت أعصابهم وأثارت خواطرهم من فرط قسوتها وبشاعتها وكثرة ضحاياها من المصلين وهم في حضرة الله. الصوفية أصبحت جريمة تستحق العقاب وتستوجب القتل.. الصوفيون مسالمون لا يميلون للعنف عقيدتهم الحب.. يذوبون عشقاً لله ورسوله وآل بيته. ورغم كثرتهم التي تربو على عشرة ملايين إلا أنهم لم ولن يكونوا يوماً ما رقماً مقلقاً. ولجوء داعش إلى قتل الصوفيين وابتداع فتنة وخلق صراع صوفي ـ سني، إنما يعني يأسهم  وفشلهم في إحداث فتنة طائفية بالاعتداء على الكنائس. كل مساجد مصر تحتضن الطرق الصوفية وشعائرها ولن تفلح محاولات داعش في استدراجهم لدائرة العنف. عقب كل حادث إرهابي يشتد الهجوم على الأزهر الشريف الذي أصبح ملطشة لكل جاهل أو مغرض. يطالبون الأزهر بتكفير الإرهابيين وكأن تكفيرهم سوف يمنعهم من ممارسة أعمالهم الإجرامية وهم فئة ضالة لا تردعها الروادع ولا تزجرها النواهي.. الأزهر لا يملك صكوكاً لدخول الجنة و النار. هل يؤمن الإرهابيون والخوارج بإله غير الذى نعبده ونتعبد له ؟ وهل يؤمنون برسول غير محمد بن عبد الله؟.. إذن كيف يتم تكفير مسلم يؤمن بإلهنا ونبينا وينطق بالشهادتين. ولو أقدم شيخ الأزهر على تكفيرهم فكيف يتسق ذلك مع الآية الكريمة «قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون». الأزهر يرفض تكفيرهم ولا يعترض على قتلهم قصاصاً لحدود الله. إنه لا يمكن النظر الى عملية مسجد الروضة بمعزل عن تصريحات الوزيرة الإسرائيلية بإقامة دولة فلسطينية على أرض سيناء ما يؤكد ضلوع إسرائيل في تقديم الدعم اللوجستي للإرهابيين. واللافت للنظر أن أحداً من المسئولين الفلسطينين لم يعلن رفضه لتصريحات الوزيرة الإسرائيلية وعدم إقامة دولتهم على غير التراب الفلسطيني ما يعني سوء نية وانتهازية سياسية مفرطة تجاه مصر. وفي ذات السياق يردد البعض عن جهل أو سوء قصد ضرورة تهجير أهالي سيناء غير مدركين أن هذا هو عين ما تريده وتسعى إليه إسرائيل ويسهل على أطراف صفقة القرن تنفيذ مخططهم لإقامة دولة فلسطينية على الأراضي المصرية. عبارة «نحن صامدون» لم يقلها الرئيس السيسي في بيانه عبثاً وإنما كانت رسالة إلى الدول الكبرى الداعمة للإرهاب بأن مصر مستمرة وبقوة في حربها ضد الإرهاب وأن المصريين لن تنهكهم ضربات الإرهابيين ولن يصيبهم اليأس أو الإحباط. فرنسا وروسيا قدمتا لمصر صوراً التقتطها أقمارهما الصناعية لمساعدة القوات المسلحة في مطاردة الإرهابيين بينما امتنعت أمريكا وبريطانيا. واهم من يظن أن الحرب ضد الإرهاب سوف تنتهي سريعاً.. الحرب طويلة وممتدة ما بقي مخطط التقسيم قائمًا وعلينا أن نتعايش مع الإرهاب دون أن نؤجل أحلامنا في التنمية، وتحيا مصر.