عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الحكومة والرئيس يقومان بمشروعات عملاقة وقوية وتكلفتها عالية وعائدها على مدار سنوات قادمة، وتمتد هذه المشروعات بطول البلاد وعرضها، وهذا مجهود وإنجاز مشكور وبناء حقيقى لتنمية الحاضر ومواجهة الزيادة السكانية، وتكلفة هذه المشروعات بالمليارات وتتطلب معدات وأجهزة وتدريب بالعملات الأجنبية وهذا لازم لإقامة المشروعات واستمرارها. ورغم ذلك يشكا الكثيرون بعدم إحساسهم بعائد هذه المشروعات على حياتهم اليومية، ويرجع ذلك للزيادة السكانية المتزايدة حيث يولد فى مصر 2.5 مليون مولود سنويًا بمعدل 7000 سبعة آلاف مولود / يوم، وبنظرة بسيطة نجد إن مشروع يتكلف المليارات سيعمل به خمسة آلاف عامل، وهو أقل مما يولد فى مصر فى يوم واحد.

وبحسابات عملية لو أنفقنا مليار جنيه من المليارات التى تنفق على المشروعات العملاقة على مشروعات تنظيم الأسرة فكم سينخفض معدل الإنجاب؟ فمهما أنجزنا من مشروعات فستلتهمها الزيادة السكانية، ويمكن اعتبار الإنفاق على تنظيم الأسرة استثمار فى السكان.

وبعد ثورتين واضطرابات سياسية نسعى لمعدل نمو مرتفع لتعويض ما فات واستطعنا تجاوز معدل تنميه 4% سنويا، ولكن الزيادة السكانية تأكل كل ما ننميه، بحيث أصبح الإرهاب والزيادة السكانية أخطر ما يواجهه مصر حاليًا، ولابد من تفكير جديد وسياسات فعالة لخفض الزيادة لمعدلات يمكن للمجتمع والدولة أن تستوعبها بسهولة وتشعر معها بعوائد التنمية، واللافت للنظر إن أغلب الأسر كبيرة العدد هى الأسر الأقل تعليمًا والأكثر فقرًا، أى إننا نضع فقرًا على فقرٍ وأظن هذا هو الفقر الدكر.

ولا أظن أن هناك قرارا واحدا أو سياسة منفردة لوزير يمكنها أن تخفض عدد المواليد بل لابد من خطة قومية تقوم على سياسات عامة وبميزانية مناسبة، وكان لنا تجربة سابقة أدت لتراجع الزيادة إلى 1.8% سنويًا بدلًا من 2.5% حاليًا وهى حملات اعلامية وطبية واجتماعية يمكن أن نستعيدها ثانية مع التطوير اللازم، وكذلك لابد من ربط الدعم المالى ومعاشات تكافل وكرامة للأسر الأشد فقرًا بتنظيم النسل بحيث يقل المعاش مع تجاوز على الأبناء فردين مع أبوهم وأمهم ويصرف المعاش للأم لأنها الأقدر على تنظيم النسل, كما يمكن زيادة المعاش بمنحة تنظيم الأسرة حتى تبلغ الأم سن الأربعين, ذلك إن تكلفة المعاش على الدولة والمجتمع أقل من تكلفة إعالة أسرة فقيرة كثيرة الإنجاب، وتوفير وسائل تنظيم الأسرة بالمجان والرائدات الريفيات للتوعية بأهمية تنظيم الأسرة، ولابد من محاربة الثقافة الدينية المسببة لزواج القاصرات وزيادة المواليد بحجج دينية يسهل الرد عليها ودحضها، الأمر يخص المجتمع كله وفى مقدمته وسائل الإعلام ومعاش تنظيم الأسرة، الدنيا تغيرت وإذا لم نتغير معها فلا نلوم إلا أنفسنا.