رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اسمحوا لى

طيب جرب كده تكتب أنك مش بتحب الشيخ الشعراوى!! فجأة ستجد نفسك فى مهب الريح وتتقاذفك اتهامات وسخائم وشتائم مثل الكفر وعدم احترام الرجل فى مرقده الأخير بين يدى الله وعدم احترام الرموز الإسلامية والوطنية وأنك تشترك فى مؤامرة كونية ضد الإسلام والمسلمين وأن مآلك ومرقدك فى النار وبأس المصير يا قليل الأصل!! طيب جرب تكتب أن عبدالناصر انهزم فى ٦٧، هتطلع أصوات الناصريين تتهمك بالرجعية والساداتية والإمبريالية والتطبيع، ففى عصره أكلنا وشربنا وعلمنا وطبعًا ستصبح عديم الإنسانية وفاقد الوطنية وقليل الأصل لو ذكرت أى سلبية فى عصره!! أو جرب تقول إن صلاح الدين الأيوبى بنى القلعة من الأهرامات المصرية اللى هدها وأنه جاب مماليك ملهمش أصل ولا فصل يحكموا مصر! وأنه ما كنش بيحب المصريين!! هايبهدلوك لأنه رمز من الرموز الإسلامية وأنه حرر القدس ثم يسألونك بكل جدية هو أنت ماشفتش عظمة أحمد مظهر فى فيلم الناصر صلاح الدين يا قليل الأصل؟ أو اكتب أنك ما بتحبش سينما يوسف شاهين وبتحب سينما حسن الإمام! هيطلع لك نقاد الحنجورى ويقولوا لك اخص عليك يا جاهل بالسينما الراقية العالمية يا بتاع السينما التجارية بتاعة السبكية وأمثالهم الذين دمروا السينما المصرية، وتسأل طيب فين السينما المصرية دلوقتى يقولوا لك: العزيمة، المومياء، الحرام، بين السما والأرض!! تقول لكن دى أفلام قديمة، هايردوا عليك ويقولوا لك، السينما دى هى الأصل يا قليل الأصل الفنى!! أما بقى لو رفضت الاستعمار التركى البشع والذى أطلقوا عليه الخلافة الإسلامية!! فهنا لا بد أن تتشهد على روحك فمصيرك يا ولدى مسدود مسدود لأنك قليل الأصل والدين والوطنية ولا بديل عن الذبح الحلال.

طيب حاول تعمل بحث علمى محايد.. أو جرب أن تدعو إلى إعمال العقل فى تناولنا لأحداث أو مرحلة فى حياتنا، ستجد من يتهمك بالجهل والعمالة والكفر وقلة الأصل وأعوذ بالله،

إننا أمة لا نحترم فقط الرموز ولكننا نقدرها ونعظمها ونصنع منها أصناماً وتماثيل من أحلامنا وأشواقنا إليها تعيش معنا وتسيطر على مستقبلنا.

لذلك أنا فى غاية الاندهاش من فكرة حماية الرموز فى مصر لأن الرموز محمية بمناهج التعليم القديمة والباليه والتى لا تتغير إلا فى الشكل. ومحمية بالاعلام الذى يكرر المألوف حتى لو كان خطأ فلا وقت لديهم لإعداد يبحث وينقب عن الحقائق ليقدمها للناس، والرموز محمية من عموم البشر الذين لا يتقبلون أى نقد أو مساس واوعى تفكر فى نقد أى حد ميت أو حى وألا تبقى قليل الأصل «اسفخص» عليك.