رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نظرة للمستقبل

الموسيقى كالشعر والتصوير تمثل حالات الإنسان المختلفة وترسم أشباح أطوار القلب وتوضح أخيلة ميول النفس وتصوغ ما يجول فى الخاطر وتصف أجمل مشتهيات الجسد فى سكينة الليل يحيى عاطفة الأمل. والموسيقى هى لون من ألوان التعبير الإنسانى، فقد يتم التعبير فيها وبها عن خلجات القلب المتألم الحزين، وكذلك عن النفس المرحة المرتاحة؛ وفى الموسيقى، قد يأتى المرء بشحنة من الانفعالات التى فيها ما فيها من الرموز التعبيرية المتناسقة.. فى «مقاطع» معزوفة يحس بها مرهفُ الحس أو من كان «ذوّاقة» ينفعل ويتفاعل سماعياً ووجدانياً وفكرياً، يحس بها إحساساً عميقاً وينفعل به انفعالاً متجاوباً، مثله مثل أى من الكائنات الحية. فالموسيقى – خاصة الموسيقى الراقية والروحانية- تساهمُ فى علو الروح. ولكن الموسيقى ليست مجرد أنغام؛ بل هى وسيلة «تواصل» لالتقاء الذهن والروح عند الشخص الواحد؛ وهى أيضاً وسيلةٌ فاعلة اجتماعية وتربوية تساهم فى عمليات التفاهم وفى تنمية الحس الشخصي؛ وتعمل على إدخال البهجة على النفوس وفى تجميل العالم من حولنا، أو كما جاء فى إحدى مقطوعات الفنانة اللبنانية الشهيرة فيروز:- أعطنى الناى وغـَنّى، فالغِناء سِـرُّ الوجود. فتُعتبر الموسيقى لغة العالم الوحيدة التى تُفهم من خلال السمع، بدون تلقين أو تعليم، بالإضافة للمتعة التى نحصل عليها وتتركها فى النفس جراء سماعها، فهى تساهم فى تزكية النفس وتهذيبها. لقد عرّفها الكثير من العباقرة والمهتمين بها، وأجادوا فى وصفها بما تمنحه للإنسان، وخير قول هو لـ(جبران خليل جبران): «هى ابنة الملامح الصامتة، ووليدة العواطف الكاشفة عن نفسيّة الإنسان، الواعى لحقيقة ما»، كما قال عنها بأنّها لغة النفوس والتى تطرق أبواب المشاعر، إضافة إلى أنها تنبّه الذاكرة، وذكر بأنّها ليست فقط لغة العواطف، وإنّما هى أيضاً لغة لكلّ من الفهم والفكر. والحياة بلا موسيقى خطأ فادح. فهى أسمى من أن تكون أداة للهو والسرور.. فهى تطهير للنفوس وراحة للقلوب. أيتها الموسيقى.. أن فى أنغامك الساحرة ما يجعل جميع لغتنا عاجزة قاصرة. عجيب أمر هذه الموسيقى.. أنها لا تمس شيئاً إلا جعلته صافياً نقياً. من لا يستطيع أن يتجاوب مع الموسيقى فلا قلب بين ضلوعه. عندما يخيم السكون تتردد أصداء الموسيقى فى النفس لتجلب لها سكونها والروح لتكون غذائها.