رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بسرعة شديدة وفور الضجيج الذي حدث بعد أن قام الباحث يوسف زيدان، بإهانة القائد صلاح الدين الأيوبي، ثم الفارس أحمد عرابي، والتقليل من شأنهما، بل واتهامهما بالكثير من الألفاظ والكوارث التي سببوها لمصر.

ورغم علمي بأن تلك القذائف قد اعتاد عليها الباحث – ولن أقول الكاتب – وإثارتها كل فترة للفت الانتباه له، أو محاولته عمل «شو إعلامي»، من قَبل إنه متواجد على الساحة حتى ولو كان دون إصداره كتابًا أو رواية أو تحقيقًا في موضوع تراثي جديد وهو مجاله الذي بدأ به طريق الانتشار.

قام مجلس الشعب سريعًا بإصدار قانون « تجريم إهانة الرموز والشخصيات التاريخية» وسوف يصدر قريبًا كقانون، بعقوبة قاسية تصل لخمس سنوات بالحبس وغرامة مائة ألف جنيه.

ويبدو الأمر في الظاهر مريحًا، خاصة وأننا نمر بوقت يجب فيه أن نتمسك برموزنا وهويتنا أمام طوفان من العولمة والمسخ الثقافي.

لكن هذا القانون، يجب أن يناقش بهدوء وبعيدًا عن أنه رد فعل عقابي سريع، لأن التاريخ مادة مرعبة وشخصياته أيضًا كذلك، فلا تستطيع أن تحكم اليوم على شخصية، ثم تكتشف بعد ذلك أنها كانت شخصية خائنة، وأنا لا أتحدث عن شخصيات في التاريخ البعيد، بل شخصيات من تاريخنا المعاصر، وكل شخصية بما لها وبما عليها في سياق الموقف التاريخي حينها، فهل يمكن أن نحاكم محمد على على مذبحة القلعة بصفته قاتلًا وساديًا مثلا، وماذا نفعل مع شخصية « المعلم يعقوب » مثلا وهي شخصية مثيرة للجدل حتى الآن بين أن يكون بطلًا قوميًا مسيحيًا أو خائنًا كان يريد أن يبيع الوطن للفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية.

وشخصية مثل اسماعيل صدقي كرئيس للوزراء وصاحب دستور شهير، هل يتذكر أحد أنه كان ضمن الوفد المصري مع سعد زغلول للمطالبة بالجلاء، وأنه يسمى بـ« نمر السياسة المصرية».

دعونا نتروى ولا نأخذ الأمور بقسوتها، لدينا الكثير من القوانين التي يمكن لنا أن نتعامل بها مع هذا الموقف، مثل السب والقذف، أو أن يتم معاقبتها بطريقة أخري.

هذا القانون هو بداية لتكميم الأفواه، قد يظهر بعد أن يتم محاصرتها أنها بريئة، أو العكس، وكما قلت التاريخ ليس ثابتًا، وإذا كنا لم نعرف تاريخنا جيدًا فهذه أزمة أخرى.

كما يمكن أن ننبه على من يصدر مثل هذا الكلام وبتلك الطريقة التي افتعلها الباحث يوسف زيدان، نعلم القصدية التي يريد بها عمل شو حوله ليس إلا.

دعونا ننبش في تراثنا كما نشاء، ودعونا ننقح التاريخ من كثير من الأخطاء، لأن هذا مجال عمل كثير من الباحثين ومحققي التراث وآخرين، فهل نقوم بالقبض عليهم بدلا من إهدائهم الماجستير أو الدكتوراه لأنه اكتشف شيئًا غير ما تربينا عليه، هذه وجهة نظر ويكفي ما لدينا من قوانين.