رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضربة قلم

الأرقام التي أعلنتها منظمة «اليونسكو» مؤخراً عن أوضاع التعليم والامية في مصر تدعو للقلق وتدق ناقوس الخطر لأصحاب الأمر والنهي. تكشف الأرقام عن وجود 14.8 مليون أمّي، وأن 25% فقط من المدارس تتوافر لديها مياه صالحة للشرب، و13% من أطفال الطبقات الفقيرة لا يكملون تعليمهم الابتدائي، وتعرض 70% من الطلبة في سن (13-15) عاماً للتحرش المعنوي في مدارسهم، فما رأى وزير التعليم في ذلك؟.. تصريحات الدكتور عصام توفيق قمر رئيس هيئة محو الاميّة تدعم تقرير «اليونسكو» فيما يتعلق بالأميّة، حيث أوضح في حواره لإحدى الصحف القومية أن عدد الاميّين عام 2006 بلغ 17 مليونًا و23 ألفاً  وارتفع في عام 2017 إلى 18 مليونًا و434 ألف أمّي، وهو رقم يبدو مخيفاً ويزيد عما ورد بتقرير «اليونسكو»، وقال أيضاً إن أميّة المرأة وصلت إلى ضعف أمية الرجل.. أى أن للمرأة مثل حظ الذكرين في الجهل، وتحتل محافظة المنيا المرتبة الاولى في أمية الاناث، حيث تبلغ نحو 45.4% تليها محافظة بني سويف.. في الصعيد أعلى نسبة من الامية إذ بلغت وفقاً للتعداد السكاني الأخير حوالي 21.2% للذكور و30.8% للإناث، ويعيش 55% من فقراء مصر معظمهم من محافظات أسيوط وسوهاج والمنيا وبني سويف والفيوم.. الأمية تضرب مصر في زهرة شبابها وقوتها الإنتاجية، حيث تصل إلى 20.4% من الشباب من سن 15 عاماً لما فوق. والسؤال الذى يطرح نفسه هل الدولة جادة فعلاً في القضاء على الأمية؟.. تصريحات الحكومة تجعلنا نتوهم أن الحكاية- فركة كعب- ولن يوجد بعدها أمي واحد في بر المحروسة، بينما أمورها تدعونا للاستعجاب والدهشة؛ فقد قامت الحكومة ممثلة في وزارة المالية بإلغاء الباب السادس بموازنة 2017/ 2018 لهيئة محو الأمية والذي كان يوفر مكافآت لحوالي 40 ألف مُعلِم لمحو الامية، كما أن المتاح من المقاعد لا يتجاوز 50 ألف مقعد، بينما يصل عدد الاطفال في سن التعليم الالزامي 100 ألف طفل وهو ما يعني تسرب 50 ألف طفل الى الامية بسبب عدم توفير أماكن لهم بالمدارس، بالإضافة الى تعامل هيئة محو الامية مع 547 جهة.. إننا بحاجة الى مشروع قومي لمكافحة الأمية يطرح حلولاً عملية وغير تقليدية ويضع سياسات واقعية، وأذكر أن الدكتور ياسر صقر، رئيس جامعة حلوان، عندما اتخذ مبادرة شجاعة وقرر عدم السماح للطلاب المغتربين بالالتحاق بالمدينة الجامعية إلا بعد تقديم الطالب ما يثبت أنه قام بمحو أمية عدد ما بين 5-10 أشخاص من أبناء محافظته هاجت الدنيا عليه ولم تقعد رغم أن الفكرة تم تطبيقها بنجاح في دول عديدة مثل أندونيسيا وماليزيا وفيتنام وتايلاند وطالبت بها لجنة التعليم بالبرلمان في عهد «مبارك».. الامية في مصر خطر يستدعي إقامة مؤتمر يعكس اهتمام الدولة بهذه القضية وإدراجها ضمن أولويات الهيئة العامة لتنمية الصعيد.. من العيب أن يوجد لدينا 9 ملايين أنثى و5 ملايين ذكر يعانون من الأمية معظمهم من الشباب وليس من بينهم من حضر مؤتمر شرم الشيخ.. مكافحة الأمية حق من حقوق الإنسان المصري.