رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نظره للمستقبل

من يمتلك ناصية الكلمة أى من يمتلك حسن الكلمات يستطيع أن يحقق الأهداف بأقل مجهود فيقول الله عز وجل فى محكم تنزيله (وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، تعبيرًا منه سبحانه وتعالى عن مدى أهمية اختيار الكلمات والأسلوب المناسب للحديث، تفاديًا لابتعاد الأشخاص ونفورهم، ومن هنا تبرز أهمية الكلمة الطيّبة وتأثيرها الذى لا يقل عن تأثير السحر على النفس والروح، ولا يمكن حصر الكلمات الطيبة التى يمكن أن يستخدمها الإنسان فى التعبير عن نفسه وعن الأشياء، وفى إبداء رأيه وتعقيبه على الأمور، وفى الحديث مع الآخرين فى شتّى الأمور وفى طلب الأشياء منهم، كما ويقول سبحانه وتعالى فى هذا الصدد: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِى السَّمَاء تُؤْتِى أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ). إنّ صاحب الكلمة الليّنة الطيّبة يجمع حوله الكثير من الأخوة والأصدقاء والأحباب، ويرغب فى قربه كافة الناس، كونه مصدرًا للخير والتفاؤل، وبعيدًا كل البعد عن البغض والمشاكل والخلافات, فلن نملك قلوب الناس إلا بالكلمة الطيبة الصادقة التى تخرج من القلب وتستقر فى القلب. قد تكون كلمات بسيطه إلا أنها تبقى فى القلب لها أثر طيب وقد تغير مجرى حياتك بالكامل.

الكلمة الطيبة تقودك إلى قمة النجاح فكلنا محتاجون إلى شهد الحديث وإلى حلاوة الكلمة الطيبة. فرسولنا صلى الله عليه وسلم أسس لنا نموذجاً فريداً فى إلقاء الكلمة الطيبة حيث إنه كان ماشياً فرأى معاذ بن جبل ولقد شبك يده فى يد معاذ وأخذا يسيران معاً وقال له النبى صلى الله عليه وسلم «يا معاذ» فرد عليه معاذ «لبيك يا رسول الله» قال «يا معاذ إنى أحبك، فلا تنسى أن تقول بعد كل صلاة اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك» لم يأت بالأمر مباشرة ولا بزجر بل بتحبب بالكلمة الطيبة والفعل انظر إلى صنيع رسولنا صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد معاذ وشبك يده بيد معاذ ثم أتى بالأمر ملك قلبه ثم أمره... أحبك يا معاذ كلمة لم ينسها معاذ علقة فى ذهنه إلى أن فارق الحياة. فالكلمة الطيبة صدقة والمعاملة الحسنة لا تحتاج إلى إمكانيات. بالكلمة الطيبة تستطيع أن تنال أكثر مما ترجو وتملك أعزّ شىء عند الآخرين. الكلمة الطيبة لا تكلفك جهدًا ولا مشقة وتستطيع أن تقولها فى أى وقتٍ كان وبالكلمة الطيبة تروض الأعداء وتمتص حرارة الغاضب. لذا اجعل الكلمة الطيبة عنوانك. فالكلمة الطيبة تعكس صورة رائعة عن الشخص، وعن خلقه ودينه وبلده، وتنشر مشاعر الألفة بين القلوب الغريبة، وتبعث طمأنينة فى قلوب الأشخاص الّذين نراهم لأوّل مرة ويشعرون بغربة اتجاهنا. فإذا امتلك ناصية الكلمة فقد امتلكت خيراً كثيراً يوصلك لكل ما تريده. حاذر فالكلمةَ متى خرجت من اللسان سُجِّلت لكَ أو عليك؛ فإن كانت فى خير أو معروف، فهى لك، وإن كانت فى شرٍّ أو ضر أو أذًى من أى نوع كان، فهى عليك. أختمُ كلامى بمقولةٍ للخليفة المأمون حيث قال: «نحن أحوج إلى أنْ نوعَظَ بالأعمال أحوجُ منَّا إلى أن نوعَظَ بالأقوال»، وصَدَق. فالناصية هى مقدمة الرأس وأن بها الجزء الذى يصدر منه القرار أى إنه مصدر اتخاذ القرار أى إنها مركز القيادة فمن صلحت عنده الناصية صلح عنده القرار واستطاع الوصول إلى أعظم شأن وأفضل قرار.