رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نظرة للمستقبل

 

تعانى القاهرة الكبرى من الضغط السكانى الرهيب وسوف تستمر معاناتها وتزداد طالما بقيت الإدارة المركزية فيها تجذب نحوها الأنشطة المالية والإدارية والإعلامية والثقافية والسياحية. وسوف تزداد معها كل المشاكل المرورية والإسكانية والأمنية والصحية والإدارية، الأمر الذى سوف يؤثر بالتبعية على التنمية الاقتصادية التى تسعى الدولة بكل الوسائل لدفعها.. لهذا فى مارس 2015، ومن مدينة شرم الشيخ أعلن الرئيس «عبدالفتاح السيسى» خلال مؤتمر «دعم وتنمية الاقتصاد المصرى» عن مشروع «إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة» لمصر، لتكون عاصمة عالمية وبؤرة النشاط الاقتصادى، ويُعد هذا المشروع أحد أكثر مشروعات التطوير العقارى طموحاً، حلم جديد يرى النور فى ظل مرحلة البناء والتعمير الذى تعيشها مصر الآن، حيث تعد هى عاصمة المستقبل التى تليق بمصر ومكانتها والتى ستجمع بين الحداثة والتاريخ.. وتحقق نقلة نوعية نحو مستقبل أكثر تقدماً وإشراقاً.

وإنشاء عاصمة إدارية جديدة يعتبر إنشاء دولة وليس مدينة، حيث يتوافر فى المدينة الجديدة والتصميم الخاص بها مواصفات واحتياجات الدولة، حيث يضم مجتمعاً متكاملاً، وهذه هى المرة الأولى فى التاريخ الحديث التى يتم فيها إنشاء مدينة بمواصفات دولة، فهى تقع على بعد 45 كيلو متراً من وسط القاهرة و80 كيلو متراً من السويس. وتعادل مساحة العاصمة الإدارية الجديدة مساحة دولة سنغافورة، وتبلغ مساحتها حوالى 170 ألف فدان، ويعتمد فى تنفيذه على الشراكة بين القطاعين العام والخاص. كما يساهم مشروع العاصمة الإدارية الجديدة فى توفير نحو مليونى فرصة عمل جديدة، وتضم العاصمة الجديدة مركزاً إدارياً يحتوى على أماكن لقصر الرئاسة والبرلمان والحكومة وحياً دبلوماسياً، ومطاراً دولياً. وتضم العاصمة مناطق عمرانية على مساحة تقدر بنحو 460 كيلو متراً مربعاً. و25 حياً سكنياً، ونحو 1.1 مليون وحدة سكنية، و40 ألف غرفة فندقية، ونحو 10 آلاف كيلو متر من الطرق. هذه أبرز ما يتميز به هذا الكيان المتكامل الذى يعد نقلة نوعية لمصر، فإن مشروع العاصمة الجديدة ليس مشروعاً استثمارياً فحسب، وإنما هو مشروع قومى بالأساس تتنوع عوائده الاقتصادية من توسيع الحيز العمرانى والإسكانى، إلى توفير فرص عمل للشباب، وقبل ذلك كله تشييد بنية أساسية جاذبة للاستثمار. وهو مشروع عصرى يراعى البعد البيئى (المحور الأخضر)، ويواكب أحدث التطورات التقنية والعلمية، وهو ما يتجلى فى سلسلة من المشروعات مثل الجامعات ومدن التكنولوجيا ومدينة المعرفة.

وهكذا تواصل سواعد البناء وكتائب التعمير العمل بالليل والنهار لتسطر ملحمة وطنية فى قلب الصحراء، ويوماً بعد يوم يتحول الحلم إلى حقيقة ساطعة على أرض الواقع لتكون أصدق تعبير عن إرادة التغيير التى تبنى وتشيد وتعمر فى كل مكان على أرض الوطن من أجل توفير حياة كريمة لكل المصريين*